الجمع بين أحاديث ظاهرها التعارض !!
صفحة 1 من اصل 1
الجمع بين أحاديث ظاهرها التعارض !!
أولاً : مقدمة في علم مختلف الحديث
تعريفه : هو أن يأتي حديثان متضادان في المعنى ظاهراً فينظر فيهما بالتوفيق بينهما أو بترجيح أحدهما على الآخر أو غير ذلك.
وفي الحقيقة لا تعارض آيةٌ آيةً ، ولا آيةٌ حديثاً صحيحاً ، ولا يعارض حديثٌ صحيحاٌ آخر مثله ،ولكن التعارض الذي قد يبدو بين النصوص إنما هو تعارض في الظاهر لا في الحقيقة لأن الجميع من الآيات والأحاديث من عند الله وما دام الأمر كذلك فإن الشرع لا يتناقض ولا يعارض بعضه بعضاً ، وقد قال الله عز وجل: { ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا } .
ولهذا قال الإمام أبو بكر ابن خزيمة رحمه الله: " ليس ثم حديثان متعارضان من كل وجه؛ ومن وجد شيئاً من ذلك فليأتي لأؤلف له بينهما".
ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كتاب عظيم في بابه واسمه :" درء تعارض العقل والنقل" .
ومختلف الحديث من أهم أنواع علوم الحديث ، ويضطر إلى معرفته جميع العلماء.
والذي يعنى بالقيام به الأئمة الجامعون بين صناعتي الحديث والفقه، وهم الغواصون على المعاني الدقيقة .
وينقسم مختلف الحديث إلى قسمين:
القسم الأول : ما يمكن الجمع فيه بين الحديثين،حيث يمكن القول بهما معأ.
ومثاله:
حديث: " لا عدوى ولا طيرة " . مع حديث: " لا يورد ممرض على مصح " . وحديث، " فر من المجذوم فرارك من الأسد " .
ووجه الجمع بينهما: أن هذه الأمراض لا تعدي بطبعها، ولكن الله تبارك وتعالى جعل مخالطة المريض بها للصحيح سببا لأعدائه مرضه.
ثم قد يتخلف ذلك عن سببه كما في سائر الأسباب: ففي الحديث الأول: نفى صلى الله عليه وسلم ما كان يعتقده الجاهل من أن ذلك يعدي بطبعه، ولهذا قال: " فمن أعدى الأول " . وفي الثاني: أعلم بأن الله سبحانه جعل ذلك سببأ لذلك، وحذر من الضرر الذي يغلب وجوده عند وجوده، بفعل الله سبحانه وتعالى.
القسم الثاني: أن يتضادا بحيث لا يمكن الجمع بينهما ،وذلك على ضربين :
أحدهما: أن يظهر كون أحدهما ناسخأ والآخر منسوخأ، فيعمل بالناسخ ويترك المنسوخ.
والثاني: أن لا تقوم دلالة على أن الناسخ أيهما والمنسوخ أيهما ، فيلجأ حينئذ إلى الترجيح، و يعمل بالأرجح منهما والأثبت من خلال طرق الترجيح المتعددة .
طرق الترجيح بين النصوص المتعارضة:
يكون الترجيح في الأخبار التي ظاهرها التعارض من ثلاثة أوجه :
الوجه الأول يتعلق بالسند .
والوجه الثاني يتعلق بالمتن.
والوجه الثالث يتعلق بالترجيح بأمر خارجي .
http://www.sunnah.org.sa/index.php?v...es&page_id=179
***
2- أمثلة لأحاديث ظاهرها التعارض ,, وكيف وفق العلماء بينها
1 - كيف الجمع بين حديث: ((إذا انتصف شعبان فلا تصوموا))، وحديث: ((كانت أحب الشهور إليه أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان))؟
الجواب
بسم الله والحمد لله، وبعد:
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان كله وربما صامه إلا قليلاً كما ثبت ذلك من حديث عائشة وأم سلمة، أما الحديث الذي فيه النهي عن الصوم بعد انتصاف شعبان فهو صحيح، كما قال الأخ العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني، والمراد به النهي عن ابتداء الصوم بعد النصف، أما من صام أكثر الشهر أو الشهر كله فقد أصاب السنة، والله ولي التوفيق.
المصدر
http://www.binbaz.org.sa/mat/3388
* * *
الجمع بين حديث أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه))، وحديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها الذي تتقولفيه : ( حسبكم القرآن: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} )
الجواب :
ليس هناك تعارض بين الأحاديث والآية التي ذكرتها عائشة رضي الله عنها، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر ومن حديث المغيرة وغيرهما في الصحيحين وليس في البخاري وحده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الميت يعذب بما يناح عليه))، وفي رواية للبخاري: ((ببكاء أهله عليه))، والمراد بالبكاء: النياحة وهي رفع الصوت، أما البكاء الذي هو دمع العين فهذا لا يضر، وإنما الذي يضر هو رفع الصوت بالبكاء، وهو المسمى بالنياحة، والرسول صلى الله عليه وسلم قصد بهذا منع الناس من النياحة على موتاهم، وأن يتحلوا بالصبر ويكفوا عن النوح، ولا بأس بدمع العين وحزن القلب، كما قال عليه الصلاة والسلام لما مات ابنه إبراهيم: ((العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون))، فالميت يعذب بالنياحة عليه من أهله والله أعلم بكيفية العذاب الذي يحصل له بهذه النياحة، وهذا مستثنى من قوله تعالى: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}
، فإن القرآن والسنة لا يتعارضان، بل يصدق أحدهما الآخر ويفسر أحدهما الآخر، فالآية عامة والحديث خاص،
والسنة تفسر القرآن وتبين معناه،
فيكون تعذيب الميت بنياحة أهله عليه مستثنى من الآية الكريمة،
ولا تعارض بينها وبين الأحاديث.
وأما قول عائشة رضي الله عنها فهذا من اجتهادها وحرصها على الخير،
وما قاله النبي صلى الله عليه وسلم مقدم على قولها وقول غيرها؛ لقول الله سبحانه: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ}
سورة الشورى الآية 10.
، وقوله عز وجل: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}سورة النساء الآية 59.
، والآيات في هذا المعنى كثيرة، والله الموفق.
المصدر :
http://www.binbaz.org.sa/mat/2798
* * *
سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء :
لقد سمعت في الإذاعة من بعض العلماء يقرأ حديث وهو *( لعن الله زائرات القبور )* ثم قرأ حديثاً قرأ *( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة )* أو كما قال (ص) وقد بقيت حائراً فأفيدوني كيف أجمع بينهــما ؟
الاجابة:
زيارة القبور للنساء لا تجوز ، وحديث *( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها )* ليس ناسخاً لحديث *(لعن الله زائرات القبور )* بل عموم حديث *(كنت نهيتكم )* .. إلى آخره مخصص بحديث *(لعن الله زائرات القبور )* وبذلك يجمع بين الحديثين وعليه تشرع زيارة القبور للذكور من الناس دون النساء ،وهذا هو الصحيح من قولي العلماء . .
مجلة البحوث الإسلامية ، ح27 ، ص 36 .
hicham
مسؤول ادارة المنتدى
مصمم خاص للمنتدى-
عدد المساهمات : 728
نقاط : 10432
تاريخ التسجيل : 25/01/2009
الموقع : www.alokab.alafdal.net
مواضيع مماثلة
» الجمع بين أحاديث تفضيل الجماعة على صلاة المنفرد
» أحاديث وفوائد (6)
» أحاديث ضعيفة
» عشرة أحاديث صحيحة
» أحاديث في الفتن والحوادث
» أحاديث وفوائد (6)
» أحاديث ضعيفة
» عشرة أحاديث صحيحة
» أحاديث في الفتن والحوادث
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى