سؤال قلّ من يسأل نفسه إياه .............بقلمي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إخواني

في بداية الشهر الفضيل ذَكَّرنِي شيخي ذكرى أخذت تفكيري و أثارت نفسي

فأحببت أن أشارككم إياها -بتصرف -فلعلكم تَرْوُون لنا تجربتكم مع هذه القضية أو تفيدونا بما سمعتم و ما تعلمتم عنها

أخذت موعظة شيخي عدة نقاط منها الإخلاص و الرأفة بالنّاس مواقف عند القنطرة

ثم قال:

"أترى هذا القلب -و أشار إلى قلبه-... دعنا نمثل بنسب مئوية

كم يا تُرى نسبة حب الله فيه؟

لنقل أنها عشرة بالمئة أو لنجعلها عشرين و الحقيقة أنه أقل من ذالك لكن فرضا

ثم كم نسبة الخوف من الله و خشيته؟ ...لنقل أنها عشرين كذالك

و كم في هذا القلب من إيمان؟ ... عشرين؟

وكذا الأمر بانسبة للتقوى و الإخلاص و غيرها من أعمال القلوب

لكن هناك شيء لا وجود له في قلبي و لا أعرفه

أحاول منذ زمن بعيد تذوقه لكن لا جدوى

بل أنه لا يمكنني حتى تصوره و معرفة ماهيته

فقد قرأت عنه عند السلف الصلح رضوان الله عليهم

إنه الشوق إلى الله

لا يوجد في قلبي شيء منه

و لم أعرف عنه شيء قط"

ثم سكت برهة و استدرك

قال: "قد تذكرت الآن

أذكر أني عرفته في صغري حين كنت شابا مثلك"

- -

--

-

بحثت في نفسي فلم أجد له أثرا

بل أني لم أفكر فيه مطلقا

ولا سألت نفسي هذا السؤال

كم في قلبي من الشوق إلى الله؟

و إنه فعلا يستحق أن يُسأل

خرجت من مجلسي مع شيخي و تسنت لي الفرصة أن أفكر في الموضوع عدّة مرات

حينها تذكرت مواعظ سمعتها و نماذج عن شوق السلف إلى ربهم

عن ارملة فقيرة تدفع بابنها ذا السبعة عشر ربيعا الى الثغور ليجاهد و تقول اللهم أقدم لك أغلى ما أملك هدية فتقبل مني حتى إذا بُشرت باستشهاده شكرت الله و صلت ركعتين و انتقلت إلى ربها تلحق بلبنها

و القصص و الأمثلة في سيرة سلفنا كثيرة

كيف لا و سيد المشتاقين إلى الله، حبيبي محمد صلى الله عليه و سلّم
-
-
و الله إنه لسؤال حرِيٌّ بِنا أن نسأله أنفسنا عسى أن يخرجنا من قسوة القلوب

فإن كان للإخوة الأعضاء فائدة أو تجربة مع الشوق إلى فليفيدونا بها بارك الله فيكم

أسأل الله لي و لكم أن يذيقنا حلاوة الإيمان و الشوق إليه و حبه و حب من يحبه و حب كل عمل يقربنا إلى حبه

و السلام عليكم