شرح حديث ويل للأعقاب من النار
صفحة 1 من اصل 1
شرح حديث ويل للأعقاب من النار
شرح حديث ويل للأعقاب من
النار
النار
السؤال : عن عبد الله بن
عمرو رضي الله عنهما قال : ( تخلَّفَ عنَّا النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة
سافرناها ، فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاة ونحن نتوضأ ، فجعلنا نمسح على أرجلنا ،
فنادى بأعلى صوته : ( ويل للأعقاب من النار ) مرتين أو ثلاثا . أريد شرحا مفصلا
للحديث .
الجواب:
الحمد لله
يمكن الكلام عن هذا الحديث ضمن المباحث الآتية
:
أولا : نص الحديث وتخريجه .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله
عنهما قَالَ :
( تَخَلَّفَ عَنَّا النَّبِي صلى الله عليه
وسلم فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا ، فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصَّلاَةُ
وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا ، فَنَادَى
بِأَعْلَى صَوْتِهِ : وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ . مَرَّتَيْنِ أَوْ
ثَلاَثًا ) رواه البخاري (حديث رقم/60) ، ورواه مسلم (رقم/241) بلفظ آخر فيه
:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ
:
( رَجَعْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، حَتَّى إِذَا كُنَّا
بِمَاءٍ بِالطَّرِيقِ تَعَجَّلَ قَوْمٌ عِنْدَ الْعَصْرِ ، فَتَوَضَّئُوا وَهُمْ
عِجَالٌ ، فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِمْ وَأَعْقَابُهُمْ تَلُوحُ لَمْ يَمَسَّهَا
الْمَاءُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَيْلٌ
لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ )
وقد روي هذا الحديث عن جماعة من الصحابة رضوان
الله عليهم ، كما قال الإمام الترمذي رحمه الله – بعد أن روى الحديث نفسه عن أبي
هريرة رضي الله عنه - :
" وفي الباب عن عبد الله بن عمرو ، وعائشة ،
وجابر ، وعبد الله بن الحارث ، ومعيقيب ، وخالد بن الوليد ، وشرحبيل ابن حسنة ،
وعمرو بن العاص ، ويزيد بن أبي سفيان " انتهى.
" سنن الترمذي " (1/96)
ثانيا : راوي الحديث .
هو الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص ،
وكان من علماء الصحابة ومن المكثرين مِن الرواية ، فقد كان يَكتب كل شيء يسمعه من
النبي صلى الله عليه وسلم في صحف خاصة عنده ، حتى اشتهرت إحدى صحائفه التي سماها بـ
" الصادقة "، توفي ليالي الحرة بالطائف.
ثالثا : معاني كلماته ( غريب الحديث
).
( تخلف عنا ) : أي تأخر عنا .
( أرهقتنا الصلاة ) : أي كاد وقتها أن يخرج
.
يقول بدر الدين العيني رحمه الله :
" أي : غشيتنا الصلاة . أي : حملتنا الصلاة على
أدائها . وقيل قد أعجلتنا لضيق وقتها . وقال القاضي : ومنه المراهق بالفتح في الحج
، ويقال بالكسر : وهو الذي أعجله ضيق الوقت أن يطوف " انتهى.
" عمدة القاري " (2/
( ويل ) : اختلف العلماء في معناها ، فمنهم من
قال : هو واد في جهنم ، ومنهم من قال غير ذلك ، والجميع متفق على أنها كلمة وعيد
وتخويف وتهديد .
يقول بدر الدين العيني رحمه الله :
" ويل من المصادر التي لا أفعال لها وهي كلمة
عذاب وهلاك " انتهى.
" عمدة القاري " (2/9)
( الأعقاب ) : جمع عقب ، وهو مؤخر القدم
.
رابعا : الفوائد الفقهية المستنبطة من الحديث
.
1- وجوب غسل الرجلين في الوضوء ، وعدم إجزاء
المسح من غير غسل ، نأخذ ذلك من إنكار النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة مسحهم
أرجلهم مسحا سريعا من غير غسل وإجراء للماء عليها ، وهذا الحكم متفق عليه بين مذاهب
المسلمين الأربعة، ولذلك بوب عليه الإمام البخاري بقوله : " باب غسل الرجلين ولا
يمسح على القدمين " انتهى. " صحيح البخاري " (كتاب الوضوء/ باب رقم 27)، وقال
الإمام الترمذي رحمه الله : " وفقه هذا الحديث أنه لا يجوز المسح على القدمين إذا
لم يكن عليهما خفان أو جوربان " انتهى. " سنن الترمذي " (1/96) وبوب عليه النسائي
بقوله : باب إيجاب غسل الرجلين . " سنن النسائي " (كتاب الطهارة/ باب رقم 89)، كما
بوب عليه البيهقي رحمه الله بقوله : " باب الدليل على أن فرض الرجلين الغسل وأن
مسحهما لا يجزئ " انتهى. " السنن الكبرى " (1/68)، وبوب عليه الإمام ابن خزيمة
بقوله : " باب التغليظ في ترك غسل العقبين في الوضوء ، والدليل على أن الفرض غسل
القدمين لا مسحهما إذا كانتا غير مغطيتين بالخف أو ما يقوم مقام الخف ، لا على ما
زعمت الروافض أن الفرض مسح القدمين لا غسلهما ، إذ لو كان الماسح على القدمين مؤديا
للفرض لما جاز أن يقال لتاركٍ فضيلةً : ويل له " انتهى. " صحيح ابن خزيمة "
(1/83)
2- وجوب تعميم أعضاء الوضوء بالغسل ، وذلك
بإيصال الماء إلى جميع أجزاء أعضاء الوضوء وعدم ترك أي محل منها ، نجد ذلك في قوله
صلى الله عليه وسلم في الحديث : ( ويل للأعقاب من النار ) فتخصيصه ذكر الأعقاب
لأنها في مؤخرة القدم، فهي مظنة لعدم وصول الماء إليها لمن لم يتعاهدها بذلك ، فدل
على ضرورة العناية بإسباغ الوضوء في محل الفرض . وقد استنبط الإمام البخاري رحمه
الله هذه الفائدة من الحديث في إحدى المواضع التي أخرجه فيها ، فقال : " باب غسل
الرجلين ولا يمسح على القدمين " انتهى. " صحيح البخاري " (كتاب الوضوء/باب رقم 27)
وبوب النووي رحمه الله على هذا الحديث في " شرح مسلم " بقوله : باب وجوب غسل
الرجلين بكمالهما . " صحيح مسلم " (كتاب الوضوء/باب رقم 9). وبوب عليه أبو داود في
سننه : باب في إسباغ الوضوء . " سنن أبي داود " (كتاب الطهارة، باب رقم 46)
خامسا : الفوائد الأخرى المستنبطة من الحديث
.
في هذا الحديث فوائد كثيرة أخرى للمتأمل ، منها
:
1- شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه
، حيث كان يتأخر عن القافلة ويمشي آخرها كي يعين ضعيفهم ويحمل عاجزهم ويتفقد
أحوالهم .
2- حرص الصحابة رضوان الله عليهم على أداء
الصلاة وعدم تأخيرها عن وقتها ولو كانوا في حال السفر والتعب والنصب .
3- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم
أصحابه وبيان الحكم الشرعي عند حاجتهم إليها ، وعدم سكوته صلى الله عليه وسلم عن
الخطأ إن وقع منهم .
4- وفي الحديث فائدةٌ نبَّه عليها البخاري
رحمه الله بقوله في تبويب الحديث بقوله : " باب من رفع صوته بالعلم " انتهى. صحيح
البخاري " (كتاب العلم/باب رقم 3). يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله : " واستدل
المصنف على جواز رفع الصوت بالعلم بقوله : ( فنادى بأعلى صوته ) ، وإنما يتم
الاستدلال بذلك حيث تدعو الحاجة إليه لبعد أو كثرة جمع أو غير ذلك ، ويلحق بذلك ما
إذا كان في موعظة كما ثبت ذلك في حديث جابر : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا
خطب وذكر الساعة اشتد غضبه وعلا صوته ) الحديث أخرجه مسلم " انتهى. " فتح الباري "
(1/143)
5- وفي قول الراوي رضي الله عنه ( مرتين أو
ثلاثا ) دليل أيضا على الأسلوب التعليمي النافع الذي كان يستعمله صلى الله عليه
وسلم ، وذلك بتكرار الكلام بالعلم كي يحفظ عنه المستمعون ويتثبت المتشككون ، وقد
أخرج البخاري الحديث أيضا في موقع آخر وبوب عليه بقوله : باب من أعاد الحديث ثلاثا
ليفهم عنه . " صحيح البخاري " (كتاب العلم/ باب رقم 30)
6- وفي الحديث أيضا تذكير المسلم بضرورة تحري
موافقة الشريعة في جميع أفعاله وأقواله ، ولا يتهاون في شيء منها ، فقد توعد النبي
صلى الله عليه وسلم أولئك الذين لا يبلغ الماء أعقابهم في الوضوء بالويل والنار يوم
القيامة ، وهو أمر يسير في نظر كثير من الناس ، ولكنه عند الله عظيم ، فليحذر
المسلمون أن يتهاون فيما قد يكون سبب هلاكه في الآخرة ، وقد قال الله تعالى : (
وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ) النور/15.
والله أعلم .
عمرو رضي الله عنهما قال : ( تخلَّفَ عنَّا النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة
سافرناها ، فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاة ونحن نتوضأ ، فجعلنا نمسح على أرجلنا ،
فنادى بأعلى صوته : ( ويل للأعقاب من النار ) مرتين أو ثلاثا . أريد شرحا مفصلا
للحديث .
الجواب:
الحمد لله
يمكن الكلام عن هذا الحديث ضمن المباحث الآتية
:
أولا : نص الحديث وتخريجه .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله
عنهما قَالَ :
( تَخَلَّفَ عَنَّا النَّبِي صلى الله عليه
وسلم فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا ، فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصَّلاَةُ
وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا ، فَنَادَى
بِأَعْلَى صَوْتِهِ : وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ . مَرَّتَيْنِ أَوْ
ثَلاَثًا ) رواه البخاري (حديث رقم/60) ، ورواه مسلم (رقم/241) بلفظ آخر فيه
:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ
:
( رَجَعْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، حَتَّى إِذَا كُنَّا
بِمَاءٍ بِالطَّرِيقِ تَعَجَّلَ قَوْمٌ عِنْدَ الْعَصْرِ ، فَتَوَضَّئُوا وَهُمْ
عِجَالٌ ، فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِمْ وَأَعْقَابُهُمْ تَلُوحُ لَمْ يَمَسَّهَا
الْمَاءُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَيْلٌ
لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ )
وقد روي هذا الحديث عن جماعة من الصحابة رضوان
الله عليهم ، كما قال الإمام الترمذي رحمه الله – بعد أن روى الحديث نفسه عن أبي
هريرة رضي الله عنه - :
" وفي الباب عن عبد الله بن عمرو ، وعائشة ،
وجابر ، وعبد الله بن الحارث ، ومعيقيب ، وخالد بن الوليد ، وشرحبيل ابن حسنة ،
وعمرو بن العاص ، ويزيد بن أبي سفيان " انتهى.
" سنن الترمذي " (1/96)
ثانيا : راوي الحديث .
هو الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص ،
وكان من علماء الصحابة ومن المكثرين مِن الرواية ، فقد كان يَكتب كل شيء يسمعه من
النبي صلى الله عليه وسلم في صحف خاصة عنده ، حتى اشتهرت إحدى صحائفه التي سماها بـ
" الصادقة "، توفي ليالي الحرة بالطائف.
ثالثا : معاني كلماته ( غريب الحديث
).
( تخلف عنا ) : أي تأخر عنا .
( أرهقتنا الصلاة ) : أي كاد وقتها أن يخرج
.
يقول بدر الدين العيني رحمه الله :
" أي : غشيتنا الصلاة . أي : حملتنا الصلاة على
أدائها . وقيل قد أعجلتنا لضيق وقتها . وقال القاضي : ومنه المراهق بالفتح في الحج
، ويقال بالكسر : وهو الذي أعجله ضيق الوقت أن يطوف " انتهى.
" عمدة القاري " (2/
( ويل ) : اختلف العلماء في معناها ، فمنهم من
قال : هو واد في جهنم ، ومنهم من قال غير ذلك ، والجميع متفق على أنها كلمة وعيد
وتخويف وتهديد .
يقول بدر الدين العيني رحمه الله :
" ويل من المصادر التي لا أفعال لها وهي كلمة
عذاب وهلاك " انتهى.
" عمدة القاري " (2/9)
( الأعقاب ) : جمع عقب ، وهو مؤخر القدم
.
رابعا : الفوائد الفقهية المستنبطة من الحديث
.
1- وجوب غسل الرجلين في الوضوء ، وعدم إجزاء
المسح من غير غسل ، نأخذ ذلك من إنكار النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة مسحهم
أرجلهم مسحا سريعا من غير غسل وإجراء للماء عليها ، وهذا الحكم متفق عليه بين مذاهب
المسلمين الأربعة، ولذلك بوب عليه الإمام البخاري بقوله : " باب غسل الرجلين ولا
يمسح على القدمين " انتهى. " صحيح البخاري " (كتاب الوضوء/ باب رقم 27)، وقال
الإمام الترمذي رحمه الله : " وفقه هذا الحديث أنه لا يجوز المسح على القدمين إذا
لم يكن عليهما خفان أو جوربان " انتهى. " سنن الترمذي " (1/96) وبوب عليه النسائي
بقوله : باب إيجاب غسل الرجلين . " سنن النسائي " (كتاب الطهارة/ باب رقم 89)، كما
بوب عليه البيهقي رحمه الله بقوله : " باب الدليل على أن فرض الرجلين الغسل وأن
مسحهما لا يجزئ " انتهى. " السنن الكبرى " (1/68)، وبوب عليه الإمام ابن خزيمة
بقوله : " باب التغليظ في ترك غسل العقبين في الوضوء ، والدليل على أن الفرض غسل
القدمين لا مسحهما إذا كانتا غير مغطيتين بالخف أو ما يقوم مقام الخف ، لا على ما
زعمت الروافض أن الفرض مسح القدمين لا غسلهما ، إذ لو كان الماسح على القدمين مؤديا
للفرض لما جاز أن يقال لتاركٍ فضيلةً : ويل له " انتهى. " صحيح ابن خزيمة "
(1/83)
2- وجوب تعميم أعضاء الوضوء بالغسل ، وذلك
بإيصال الماء إلى جميع أجزاء أعضاء الوضوء وعدم ترك أي محل منها ، نجد ذلك في قوله
صلى الله عليه وسلم في الحديث : ( ويل للأعقاب من النار ) فتخصيصه ذكر الأعقاب
لأنها في مؤخرة القدم، فهي مظنة لعدم وصول الماء إليها لمن لم يتعاهدها بذلك ، فدل
على ضرورة العناية بإسباغ الوضوء في محل الفرض . وقد استنبط الإمام البخاري رحمه
الله هذه الفائدة من الحديث في إحدى المواضع التي أخرجه فيها ، فقال : " باب غسل
الرجلين ولا يمسح على القدمين " انتهى. " صحيح البخاري " (كتاب الوضوء/باب رقم 27)
وبوب النووي رحمه الله على هذا الحديث في " شرح مسلم " بقوله : باب وجوب غسل
الرجلين بكمالهما . " صحيح مسلم " (كتاب الوضوء/باب رقم 9). وبوب عليه أبو داود في
سننه : باب في إسباغ الوضوء . " سنن أبي داود " (كتاب الطهارة، باب رقم 46)
خامسا : الفوائد الأخرى المستنبطة من الحديث
.
في هذا الحديث فوائد كثيرة أخرى للمتأمل ، منها
:
1- شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه
، حيث كان يتأخر عن القافلة ويمشي آخرها كي يعين ضعيفهم ويحمل عاجزهم ويتفقد
أحوالهم .
2- حرص الصحابة رضوان الله عليهم على أداء
الصلاة وعدم تأخيرها عن وقتها ولو كانوا في حال السفر والتعب والنصب .
3- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم
أصحابه وبيان الحكم الشرعي عند حاجتهم إليها ، وعدم سكوته صلى الله عليه وسلم عن
الخطأ إن وقع منهم .
4- وفي الحديث فائدةٌ نبَّه عليها البخاري
رحمه الله بقوله في تبويب الحديث بقوله : " باب من رفع صوته بالعلم " انتهى. صحيح
البخاري " (كتاب العلم/باب رقم 3). يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله : " واستدل
المصنف على جواز رفع الصوت بالعلم بقوله : ( فنادى بأعلى صوته ) ، وإنما يتم
الاستدلال بذلك حيث تدعو الحاجة إليه لبعد أو كثرة جمع أو غير ذلك ، ويلحق بذلك ما
إذا كان في موعظة كما ثبت ذلك في حديث جابر : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا
خطب وذكر الساعة اشتد غضبه وعلا صوته ) الحديث أخرجه مسلم " انتهى. " فتح الباري "
(1/143)
5- وفي قول الراوي رضي الله عنه ( مرتين أو
ثلاثا ) دليل أيضا على الأسلوب التعليمي النافع الذي كان يستعمله صلى الله عليه
وسلم ، وذلك بتكرار الكلام بالعلم كي يحفظ عنه المستمعون ويتثبت المتشككون ، وقد
أخرج البخاري الحديث أيضا في موقع آخر وبوب عليه بقوله : باب من أعاد الحديث ثلاثا
ليفهم عنه . " صحيح البخاري " (كتاب العلم/ باب رقم 30)
6- وفي الحديث أيضا تذكير المسلم بضرورة تحري
موافقة الشريعة في جميع أفعاله وأقواله ، ولا يتهاون في شيء منها ، فقد توعد النبي
صلى الله عليه وسلم أولئك الذين لا يبلغ الماء أعقابهم في الوضوء بالويل والنار يوم
القيامة ، وهو أمر يسير في نظر كثير من الناس ، ولكنه عند الله عظيم ، فليحذر
المسلمون أن يتهاون فيما قد يكون سبب هلاكه في الآخرة ، وقد قال الله تعالى : (
وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ) النور/15.
والله أعلم .
الإسلام
سؤال وجواب
سؤال وجواب
alokab
مشرف منتدى قضايا آدم-
عدد المساهمات : 141
نقاط : 5839
تاريخ التسجيل : 20/11/2009
مواضيع مماثلة
» صحة حديث ( أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ...)
» حديث إخراج أناس من النار لم يعملوا.....
» حديث مبادرة الملائكة لكتابة الذكر عند الاعتدال من الركوع حديث صحيح
» يزعمون أنّ حديث (لعن الله المصفر ولو كان راعيا) حديث صحيح فما قول فضيلتكم ؟
» حديث طوبى للشام حديث صحيح
» حديث إخراج أناس من النار لم يعملوا.....
» حديث مبادرة الملائكة لكتابة الذكر عند الاعتدال من الركوع حديث صحيح
» يزعمون أنّ حديث (لعن الله المصفر ولو كان راعيا) حديث صحيح فما قول فضيلتكم ؟
» حديث طوبى للشام حديث صحيح
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى