حكم تمثيل الأحاديث النبوية، ووضع صور توضيحية أثناء قراءة القرآن
صفحة 1 من اصل 1
حكم تمثيل الأحاديث النبوية، ووضع صور توضيحية أثناء قراءة القرآن
حكم تمثيل الأحاديث
النبوية، ووضع صور توضيحية أثناء قراءة القرآن
النبوية، ووضع صور توضيحية أثناء قراءة القرآن
السؤال : هناك قنوات تأتي
ببعض الأحاديث ، وتمثلها ، وتأتي ببعض الآيات ، وتكون الخلفية على نفس الآية ، يعني
: إذا كانت الآيات تتحدث عن الجنَّة ، فيأتون بصور حدائق، ما حكم ذلك؟
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
قد اطلعنا على جملة من مقاطع مصورة فيها تمثيل لأحاديث نبوية ، ويمكن
تقسيم ما رأيناه إلى أقسام ثلاثة :
الأول :
مقاطع ساعدت الصورة فيها على فهم الحديث ، وليس فيها محظور شرعي
ومن أمثلة ذلك مما رأيناه :
أ. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم : (مَثَلِى كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا
حَوْلَهَا جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِى فِى النَّارِ يَقَعْنَ
فِيهَا وَجَعَلَ يَحْجُزُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَتَقَحَّمْنَ فِيهَا ...) رواه
مسلم (2248) .
وفي المقطع المرئي : رجل أوقد ناراً ، وفراشات ، ودواب ، اجتمعن
عليها ، ووقعن فيها ، وهو يذبها عن النار ، وهو أمر مطابق لما أخبر عنه النبي صلى
الله عليه وسلم من أمرٍ يتكرر مع كل من يوقد ناراً في صحراء ، أو فضاء .
ب. عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَثَلُ الْقَلْبِ مَثَلُ
الرِّيشَةِ تُقَلِّبُهَا الرِّيَاحُ بِفَلَاةٍ) رواه ابن ماجه ( 88 ) ، وصححه
الألباني في صحيح ابن ماجه .
وفي المقطع المرئي : ريشة تتقلب في فلاة بفعل الرياح ، وليس في هذا
محظور شرعي .
ج. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَثَلُ المُؤْمِنِ مَثَلُ النَّخْلَةِ مَا أَخَذْتَ
مِنْهَا مِنْ شَيْءٍ نَفَعَكَ) رواه الطبراني (12/411) وصححه الألباني في "السلسلة
الصحيحة" (2285) .
وفي المقطع المرئي : نخلة يؤخذ منها أجزاء منها ، وتستعمل فيما ينتفع
به الناس ، وهو أمر مطابق يقرِّب الصورة لذهن من يستمع الحديث ، ويراه واقعاً
عمليّاً .
والأمثلة على هذا القسم كثيرة .
القسم الثاني :
مقاطع لم تفد الصورة كثيراً في تقريب معنى الحديث ؛ للبعد عن الصورة
الحقيقية ، وبين المشهد التمثيلي .
ومن أمثلة ما رأيناه في ذلك :
أ. عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ
وَالْبَيْتِ الَّذِي لَا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ)
رواه مسلم (779) .
والمقطع المرئي وإن كان فيه صورتان متقابلتان لبيت يُذكر الله فيه ،
وآخر فيه غفلة عن ذلك: لكنه لم يظهر فيه الفرق بين الحياة ، والموت .
ب. عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ
وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ
تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) رواه مسلم (2585)
.
والمقطع المرئي لم يعبِّر عن حقيقة تداعي البدن لشكوى عضو منه ، بل
كانت الصورة لمريض لم تظهر عليه أعراض الحمى ، ولا السهر ، بل كان نائماً !
.
القسم الثالث :
ومن أسوء ما رأيناه ، وقفَّ شعرنا من مشاهدته : هو مقطع تمثيلي لرجل
ذهب يغرس فسيلة ، فصوِّر وقوع يوم القيامة ! فاستمر في غرسها ، وفي ظنِّ القائمين
على إنشاء هذا المقطع أن الأمر مطابق لحديث أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنْ قَامَتْ
السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ
حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ) رواه أحمد (20/296) وصححه محققو المسند
.
وقد سئل الشيخ العلامة عبد الرحمن البرَّاك حفظه الله ، عن هذا
المقطع تحديداً ، فأنكره ، وبيَّن السبب ، فنكتفي بذِكر ما قاله الشيخ حفظه الله
:
نص السؤال :
في قناة " المجد " مقطع بعنوان (أمثال الحديث النبوي) وقد عرضوا فيه
صورة رجل يحمل معه فسيلة نخل ، ثم عرضوا في السماء بروقاً ، وسحاباً أسود ،
وأصواتاً ، ورعوداً ، ثم ظهر على الشاشة نص حديث : (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم
فسيلة فليغرسها) ، ثم قام الرجل بغرس النخلة ، وانتهى المقطع ، فما حكم هذا
العمل؟
فأجاب :
"الحمد لله ، من الأمور المسلَّمة أن حسن القصد لا يُسوِّغ الوسيلة ،
بل غاية ما يحصل : رفع الإثم ، إذا لم تكن المخالفة الشرعية مشوبة بهوى ، وحقائق
الغيب من الماضي ، والحاضر ، والمستقبل لا يمكن تصورها ، فضلاً عن تصويرها ! ومِن
ذلك : أحوال القيامة ؛ كالبعث ، والصراط ، والميزان ، وما يسبق ذلك من النفخ في
الصور ، وما ينشأ عنه من فزع ، وصعق ، وتغيرات في العالم العلوي ، والسفلي ، وما
يصاحب ذلك من أهوال .
وما تضمنه هذا الحديث المذكور في السؤال : يفهمه كل مَن يفهم العربية
، فإنه يعرف معنى النخلة ، ويعرف معنى الغرس ، ومعنى الرجل ، وإن كان لا يتصور
حقيقة الهول ، فلا معنى لتوضيح الواضح ! ولا يمكن تصور الهول عند قيام الساعة ،
وهذا الحديث إن كان صحيحاً : فمقصودة : المبالغة في الحث على غرس الشجر المثمر ؛
لما فيه مِن النفع العام ، والأجر المترتب على ذلك .
ومعلوم أنه إذا قامت الساعة : فلن يُستطاع غرس ، ولا يُرجى ، ولا
يُجنى ثمر ، فقد ذهب ما هنالك ، وانشغل كلٌّ بنفسه .
إذا ثبت هذا : فنحب من إخواننا القائمين على "قناة المجد" وفقهم الله
أن يتجنبوا تمثيل الغيبيات ، ويكتفوا بذِكر النصوص ، وتفسير ، وشرح ، ما تدعو إليه
الحاجة ، فجزاهم الله خيراً على ما أرادوا ، وقدموا من الخير ، وعفا عما يقع من
أخطاء ، إنه تعالى سميع الدعاء ،
ومما يلاحظ على هذا المقطع : أن عنوانه غير مطابق لمضمونه ، وكأن
الذي وضع العنوان اختلط عليه المثل بالتمثيل الاصطلاحي ، فإن هذا الحديث ليس من "
أمثال الحديث " ، وإنما أضيف إليه التمثيل ، وصلَّى الله وسلم على محمّد" انتهى .
وفي ظننا أن أحاديث الأمثال هي أبعد ما يكون عن الوقوع في المحذور الشرعي ؛ فلا
حرج من تصويرها وتقديمها للمشاهد ؛ لتقريب الصورة لذهنه ، بخلاف غيرها من الأحاديث
، فقد يوقع في شيء من المحظور ، مع كونه لم يفد كثيراً ـ كما سبق ـ ، في تقريب
المعنى لمن يسمعه ويشاهده ، وإن كان الحديث في أمرٍ غيبي مما لا يمكن تصويره على
الحقيقة : صار الوقوع في المحظور حتميّاً ، فالابتعاد عن القسم الثالث : واجب ، وعن
الثاني : أسلم .
وفي جوابي السؤالين ( 14488 ) و ( 10836 ) بيان شروط التمثيل ، فلتُنظر
لمن أراد أن يمثِّل غير ما ذكرناه من أحاديث " الأمثال " ؛ خشية الوقوع في الإثم
.
ثانياً :
قد قرأنا لمن يُنكر ذلك التمثيل لأحاديث الأمثال ، ولم يظهر لنا صواب
قوله ، وبيان ذلك من وجوه :
1. أن الفعل نفسه ليس بعبادة يفعلونه من أجل التقرب إلى الله
.
2. أن الأمثال بحد ذاتها هي لتقريب الشيء مراد إيصاله للناس ، فما
يحصل من تمثيل لذلك المثال ليس فيه ما يُنكر ، وهو مؤدٍ لدور المثال نفسه
.
3. استعمل النبي صلى الله عليه وسلم طرقاً كثيرة من أجل إيصال معانٍ
جليلة للصحابة ، ومن ذلك :
أ. تقريب معنى رحمة الله تعالى بالعباد بصورة واقعية لامرأة وابنها
:
فعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَدِمَ
عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ ، فَإِذَا امْرَأَةٌ
مِنْ السَّبْيِ قَدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِي إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي
السَّبْيِ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ ، فَقَالَ لَنَا
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً
وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟ قُلْنَا : لَا ، وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا
تَطْرَحَهُ ، فَقَالَ : لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا)
رواه البخاري (5653) ومسلم (2754).
ب. تقريب معنى رؤية الله تعالى برؤية شيء محسوس مشاهَد .
فعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا
عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ
لَيْلَةً يَعْنِي الْبَدْرَ فَقَالَ : (إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا
تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ ، لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ) رواه البخاري (529)
ومسلم (633) .
4. استعمال النبي صلى الله عليه وسلم للرسم لتوضيح الصورة في أذهان
من يراه .
ومن أمثلة ذلك :
أ- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : خَطَّ
لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّاً ثُمَّ قَالَ :
(هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ) ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ
ثُمَّ قَالَ : (هَذِهِ سُبُلٌ مُتَفَرِّقَةٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ
يَدْعُو إِلَيْهِ ، ثُمَّ قَرَأَ : ( إِنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا
فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)
رواه أحمد (7/208) وحسَّنه المحققون .
ب- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسْعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
خَطَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا مُرَبَّعًا وَخَطَّ
خَطًّا فِي الْوَسَطِ خَارِجًا مِنْهُ وَخَطَّ خُطَطًا صِغَاراً إِلَى هَذَا
الَّذِي فِي الْوَسَطِ مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي فِي الْوَسَطِ ، وَقَالَ : ( هَذَا
الْإِنْسَانُ وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ - أَوْ قَدْ أَحَاطَ بِهِ - وَهَذَا
الَّذِي هُوَ خَارِجٌ أَمَلُهُ وَهَذِهِ الْخُطَطُ الصِّغَارُ الْأَعْرَاضُ فَإِنْ
أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا ، وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا) رواه
البخاري ( 6054 ) .
فهذان الحديثان فيهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً كان
يستعمل ما نسميه الآن "الرسم التوضيحي" لبيان معنى بعض الأحاديث .
ثالثاً :
أما جعل لوحات خلفية تعبيرية وتصويرية مع قراءة القرآن : فينبغي ترك
ذلك ؛ لأسباب ، منها :
1. الغالب على الآيات القرآنية أنها تحوي معانٍ متعددة ، وفي كل كلمة
من القرآن إعجاز بلاغي ، فالصورة التي ستكون مع القراءة ستعطل التأمل في الآية ،
وسينحصر الذهن في كلمة فيها ، كصورة فاكهة ، أو نهر ، ويترك ما عداها .
2. وجود صورة مع قراءة الآيات قد يأتي بغير المراد من الآية ، فمثلاً
: وضع صورة جبل مع قراءة قوله تعالى : ( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ
يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً ) طـه/ 105 : من شأنه أن يصرف الذهن عن المراد من
التهويل بما يحدث يوم القيامة ، فالجبل لا يكاد يجهله أحد ، وأما النسف له : فهي
الصورة التي لا يمكن لأحدٍ أن يصورها في ذهن الناس ، فضلاً عن تصويرها !
.
3. وضع الصور مع القراءة لا يطابق الواقع في الآخرة ، فصورة الأشجار
، والفاكهة ، والأنهار ، وغيرها مما يشبهها : ليست هي ذاتها التي في الآخرة ، وإنما
الاشتراك بينهما في الأسماء ، لا غير ، فصار وضع تلك الصور مع القراءة لا يعبِّر عن
الحقيقة .
4. قد تشتمل الآية على معنيين متقابلين ، فكيف يمكن جمع ذلك في وقت
واحد أثناء قراءة الآية ؟! وذلك مثل قوله تعالى : (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا
الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ) الحجر/ 49 ،
50 ، مثل قوله تعالى : ( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ
لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً
حَكِيماً ) النساء/ 165 .
وكثير من آيات القرآن الكريم تذكر المقابلة بين جزاء أهل الجنة وجزاء
أهل النار ، فكيف سيتم المقابلة بينهما في الصورة ؟
5. وأخيراً : فقد أمر المسلمون عند سماع القرآن بالاستماع والإنصات ،
ومن شأن النظر في الصور والمشاهد أن يمنع من تفكر القلب ، والتدبر بآيات الله تعالى
، ومثل هذا ليس مأموراً به من استمع لحديث النبي صلى الله عليه وسلم .
والله أعلم
ببعض الأحاديث ، وتمثلها ، وتأتي ببعض الآيات ، وتكون الخلفية على نفس الآية ، يعني
: إذا كانت الآيات تتحدث عن الجنَّة ، فيأتون بصور حدائق، ما حكم ذلك؟
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
قد اطلعنا على جملة من مقاطع مصورة فيها تمثيل لأحاديث نبوية ، ويمكن
تقسيم ما رأيناه إلى أقسام ثلاثة :
الأول :
مقاطع ساعدت الصورة فيها على فهم الحديث ، وليس فيها محظور شرعي
ومن أمثلة ذلك مما رأيناه :
أ. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم : (مَثَلِى كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا
حَوْلَهَا جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِى فِى النَّارِ يَقَعْنَ
فِيهَا وَجَعَلَ يَحْجُزُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَتَقَحَّمْنَ فِيهَا ...) رواه
مسلم (2248) .
وفي المقطع المرئي : رجل أوقد ناراً ، وفراشات ، ودواب ، اجتمعن
عليها ، ووقعن فيها ، وهو يذبها عن النار ، وهو أمر مطابق لما أخبر عنه النبي صلى
الله عليه وسلم من أمرٍ يتكرر مع كل من يوقد ناراً في صحراء ، أو فضاء .
ب. عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَثَلُ الْقَلْبِ مَثَلُ
الرِّيشَةِ تُقَلِّبُهَا الرِّيَاحُ بِفَلَاةٍ) رواه ابن ماجه ( 88 ) ، وصححه
الألباني في صحيح ابن ماجه .
وفي المقطع المرئي : ريشة تتقلب في فلاة بفعل الرياح ، وليس في هذا
محظور شرعي .
ج. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَثَلُ المُؤْمِنِ مَثَلُ النَّخْلَةِ مَا أَخَذْتَ
مِنْهَا مِنْ شَيْءٍ نَفَعَكَ) رواه الطبراني (12/411) وصححه الألباني في "السلسلة
الصحيحة" (2285) .
وفي المقطع المرئي : نخلة يؤخذ منها أجزاء منها ، وتستعمل فيما ينتفع
به الناس ، وهو أمر مطابق يقرِّب الصورة لذهن من يستمع الحديث ، ويراه واقعاً
عمليّاً .
والأمثلة على هذا القسم كثيرة .
القسم الثاني :
مقاطع لم تفد الصورة كثيراً في تقريب معنى الحديث ؛ للبعد عن الصورة
الحقيقية ، وبين المشهد التمثيلي .
ومن أمثلة ما رأيناه في ذلك :
أ. عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ
وَالْبَيْتِ الَّذِي لَا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ)
رواه مسلم (779) .
والمقطع المرئي وإن كان فيه صورتان متقابلتان لبيت يُذكر الله فيه ،
وآخر فيه غفلة عن ذلك: لكنه لم يظهر فيه الفرق بين الحياة ، والموت .
ب. عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ
وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ
تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) رواه مسلم (2585)
.
والمقطع المرئي لم يعبِّر عن حقيقة تداعي البدن لشكوى عضو منه ، بل
كانت الصورة لمريض لم تظهر عليه أعراض الحمى ، ولا السهر ، بل كان نائماً !
.
القسم الثالث :
ومن أسوء ما رأيناه ، وقفَّ شعرنا من مشاهدته : هو مقطع تمثيلي لرجل
ذهب يغرس فسيلة ، فصوِّر وقوع يوم القيامة ! فاستمر في غرسها ، وفي ظنِّ القائمين
على إنشاء هذا المقطع أن الأمر مطابق لحديث أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنْ قَامَتْ
السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ
حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ) رواه أحمد (20/296) وصححه محققو المسند
.
وقد سئل الشيخ العلامة عبد الرحمن البرَّاك حفظه الله ، عن هذا
المقطع تحديداً ، فأنكره ، وبيَّن السبب ، فنكتفي بذِكر ما قاله الشيخ حفظه الله
:
نص السؤال :
في قناة " المجد " مقطع بعنوان (أمثال الحديث النبوي) وقد عرضوا فيه
صورة رجل يحمل معه فسيلة نخل ، ثم عرضوا في السماء بروقاً ، وسحاباً أسود ،
وأصواتاً ، ورعوداً ، ثم ظهر على الشاشة نص حديث : (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم
فسيلة فليغرسها) ، ثم قام الرجل بغرس النخلة ، وانتهى المقطع ، فما حكم هذا
العمل؟
فأجاب :
"الحمد لله ، من الأمور المسلَّمة أن حسن القصد لا يُسوِّغ الوسيلة ،
بل غاية ما يحصل : رفع الإثم ، إذا لم تكن المخالفة الشرعية مشوبة بهوى ، وحقائق
الغيب من الماضي ، والحاضر ، والمستقبل لا يمكن تصورها ، فضلاً عن تصويرها ! ومِن
ذلك : أحوال القيامة ؛ كالبعث ، والصراط ، والميزان ، وما يسبق ذلك من النفخ في
الصور ، وما ينشأ عنه من فزع ، وصعق ، وتغيرات في العالم العلوي ، والسفلي ، وما
يصاحب ذلك من أهوال .
وما تضمنه هذا الحديث المذكور في السؤال : يفهمه كل مَن يفهم العربية
، فإنه يعرف معنى النخلة ، ويعرف معنى الغرس ، ومعنى الرجل ، وإن كان لا يتصور
حقيقة الهول ، فلا معنى لتوضيح الواضح ! ولا يمكن تصور الهول عند قيام الساعة ،
وهذا الحديث إن كان صحيحاً : فمقصودة : المبالغة في الحث على غرس الشجر المثمر ؛
لما فيه مِن النفع العام ، والأجر المترتب على ذلك .
ومعلوم أنه إذا قامت الساعة : فلن يُستطاع غرس ، ولا يُرجى ، ولا
يُجنى ثمر ، فقد ذهب ما هنالك ، وانشغل كلٌّ بنفسه .
إذا ثبت هذا : فنحب من إخواننا القائمين على "قناة المجد" وفقهم الله
أن يتجنبوا تمثيل الغيبيات ، ويكتفوا بذِكر النصوص ، وتفسير ، وشرح ، ما تدعو إليه
الحاجة ، فجزاهم الله خيراً على ما أرادوا ، وقدموا من الخير ، وعفا عما يقع من
أخطاء ، إنه تعالى سميع الدعاء ،
ومما يلاحظ على هذا المقطع : أن عنوانه غير مطابق لمضمونه ، وكأن
الذي وضع العنوان اختلط عليه المثل بالتمثيل الاصطلاحي ، فإن هذا الحديث ليس من "
أمثال الحديث " ، وإنما أضيف إليه التمثيل ، وصلَّى الله وسلم على محمّد" انتهى .
وفي ظننا أن أحاديث الأمثال هي أبعد ما يكون عن الوقوع في المحذور الشرعي ؛ فلا
حرج من تصويرها وتقديمها للمشاهد ؛ لتقريب الصورة لذهنه ، بخلاف غيرها من الأحاديث
، فقد يوقع في شيء من المحظور ، مع كونه لم يفد كثيراً ـ كما سبق ـ ، في تقريب
المعنى لمن يسمعه ويشاهده ، وإن كان الحديث في أمرٍ غيبي مما لا يمكن تصويره على
الحقيقة : صار الوقوع في المحظور حتميّاً ، فالابتعاد عن القسم الثالث : واجب ، وعن
الثاني : أسلم .
وفي جوابي السؤالين ( 14488 ) و ( 10836 ) بيان شروط التمثيل ، فلتُنظر
لمن أراد أن يمثِّل غير ما ذكرناه من أحاديث " الأمثال " ؛ خشية الوقوع في الإثم
.
ثانياً :
قد قرأنا لمن يُنكر ذلك التمثيل لأحاديث الأمثال ، ولم يظهر لنا صواب
قوله ، وبيان ذلك من وجوه :
1. أن الفعل نفسه ليس بعبادة يفعلونه من أجل التقرب إلى الله
.
2. أن الأمثال بحد ذاتها هي لتقريب الشيء مراد إيصاله للناس ، فما
يحصل من تمثيل لذلك المثال ليس فيه ما يُنكر ، وهو مؤدٍ لدور المثال نفسه
.
3. استعمل النبي صلى الله عليه وسلم طرقاً كثيرة من أجل إيصال معانٍ
جليلة للصحابة ، ومن ذلك :
أ. تقريب معنى رحمة الله تعالى بالعباد بصورة واقعية لامرأة وابنها
:
فعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَدِمَ
عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ ، فَإِذَا امْرَأَةٌ
مِنْ السَّبْيِ قَدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِي إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي
السَّبْيِ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ ، فَقَالَ لَنَا
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً
وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟ قُلْنَا : لَا ، وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا
تَطْرَحَهُ ، فَقَالَ : لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا)
رواه البخاري (5653) ومسلم (2754).
ب. تقريب معنى رؤية الله تعالى برؤية شيء محسوس مشاهَد .
فعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا
عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ
لَيْلَةً يَعْنِي الْبَدْرَ فَقَالَ : (إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا
تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ ، لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ) رواه البخاري (529)
ومسلم (633) .
4. استعمال النبي صلى الله عليه وسلم للرسم لتوضيح الصورة في أذهان
من يراه .
ومن أمثلة ذلك :
أ- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : خَطَّ
لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّاً ثُمَّ قَالَ :
(هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ) ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ
ثُمَّ قَالَ : (هَذِهِ سُبُلٌ مُتَفَرِّقَةٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ
يَدْعُو إِلَيْهِ ، ثُمَّ قَرَأَ : ( إِنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا
فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)
رواه أحمد (7/208) وحسَّنه المحققون .
ب- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسْعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
خَطَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا مُرَبَّعًا وَخَطَّ
خَطًّا فِي الْوَسَطِ خَارِجًا مِنْهُ وَخَطَّ خُطَطًا صِغَاراً إِلَى هَذَا
الَّذِي فِي الْوَسَطِ مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي فِي الْوَسَطِ ، وَقَالَ : ( هَذَا
الْإِنْسَانُ وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ - أَوْ قَدْ أَحَاطَ بِهِ - وَهَذَا
الَّذِي هُوَ خَارِجٌ أَمَلُهُ وَهَذِهِ الْخُطَطُ الصِّغَارُ الْأَعْرَاضُ فَإِنْ
أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا ، وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا) رواه
البخاري ( 6054 ) .
فهذان الحديثان فيهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً كان
يستعمل ما نسميه الآن "الرسم التوضيحي" لبيان معنى بعض الأحاديث .
ثالثاً :
أما جعل لوحات خلفية تعبيرية وتصويرية مع قراءة القرآن : فينبغي ترك
ذلك ؛ لأسباب ، منها :
1. الغالب على الآيات القرآنية أنها تحوي معانٍ متعددة ، وفي كل كلمة
من القرآن إعجاز بلاغي ، فالصورة التي ستكون مع القراءة ستعطل التأمل في الآية ،
وسينحصر الذهن في كلمة فيها ، كصورة فاكهة ، أو نهر ، ويترك ما عداها .
2. وجود صورة مع قراءة الآيات قد يأتي بغير المراد من الآية ، فمثلاً
: وضع صورة جبل مع قراءة قوله تعالى : ( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ
يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً ) طـه/ 105 : من شأنه أن يصرف الذهن عن المراد من
التهويل بما يحدث يوم القيامة ، فالجبل لا يكاد يجهله أحد ، وأما النسف له : فهي
الصورة التي لا يمكن لأحدٍ أن يصورها في ذهن الناس ، فضلاً عن تصويرها !
.
3. وضع الصور مع القراءة لا يطابق الواقع في الآخرة ، فصورة الأشجار
، والفاكهة ، والأنهار ، وغيرها مما يشبهها : ليست هي ذاتها التي في الآخرة ، وإنما
الاشتراك بينهما في الأسماء ، لا غير ، فصار وضع تلك الصور مع القراءة لا يعبِّر عن
الحقيقة .
4. قد تشتمل الآية على معنيين متقابلين ، فكيف يمكن جمع ذلك في وقت
واحد أثناء قراءة الآية ؟! وذلك مثل قوله تعالى : (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا
الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ) الحجر/ 49 ،
50 ، مثل قوله تعالى : ( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ
لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً
حَكِيماً ) النساء/ 165 .
وكثير من آيات القرآن الكريم تذكر المقابلة بين جزاء أهل الجنة وجزاء
أهل النار ، فكيف سيتم المقابلة بينهما في الصورة ؟
5. وأخيراً : فقد أمر المسلمون عند سماع القرآن بالاستماع والإنصات ،
ومن شأن النظر في الصور والمشاهد أن يمنع من تفكر القلب ، والتدبر بآيات الله تعالى
، ومثل هذا ليس مأموراً به من استمع لحديث النبي صلى الله عليه وسلم .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
shihab- نائب المدير
-
عدد المساهمات : 332
نقاط : 7960
تاريخ التسجيل : 17/12/2008
مواضيع مماثلة
» حكم تمثيل الأحاديث النبوية، ووضع صور توضيحية أثناء قراءة القرآن
» الحلقة (2) الأحاديث النبوية التي استدل بها على الاعجاز العلمي في الإنسان.
» الأحاديث النبوية التي استدل بها على الإعجاز العلمي في الإنسان والأرض والفلك
» هدي النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن
» أهمية التحري في نقل ورواية الأحاديث
» الحلقة (2) الأحاديث النبوية التي استدل بها على الاعجاز العلمي في الإنسان.
» الأحاديث النبوية التي استدل بها على الإعجاز العلمي في الإنسان والأرض والفلك
» هدي النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن
» أهمية التحري في نقل ورواية الأحاديث
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى