الجار قبل الدار !!
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الجار قبل الدار !!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و صلى الله و سلم وبارك على رسول الله و بعد :
" الجار قبل الدار " ..مقولة شائعة بين الناس ، وعلى قدر الجار يكون ثمن الدار ،والجار الصالح من السعادة.
فضل الإحسان إلى الجار في الإسلام:
لقد عظَّم الإسلام حق الجار ، وظل جبريل - عليه السلام - يوصي نبي الإسلام - صلى الله عليه وسلم - بالجار حتى ظنَّ النبي أن الشرع سيأتي بتوريث الجار: " مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سَيُورِّثه ".وقد أوصى القرآن بالإحسان إلى الجار: ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ )[النساء: 36].
وانظر كيف حض النبي - صلى الله عليه وسلم - على الإحسان إلى الجار وإكرامه: "... ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ". وعند مسلم: " فليحسن إلى جاره ".
بل وصل الأمر إلى درجة جعل فيها الشرع محبة الخير للجيران من الإيمان ، قال - صلى الله عليه وسلم -: " والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه ".
والذي يحسن إلى جاره هو خير الناس عند الله: " خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره ".
من صور الجوار:
يظن بعض الناس أن الجار هو فقط من جاوره في السكن ، ولا ريب أن هذه الصورة هي واحدة من أعظم صور الجوار ، لكن لا شك أن هناك صورًا أخرى تدخل في مفهوم الجوار ، فهناك الجار في العمل ، والسوق ، والمزرعة ، ومقعد الدراسة ،... وغير ذلك من صور الجوار.
من حقوق الجار:
لا شك أن الجار له حقوق كثيرة نشير إلى بعضها ، فمن أهم هذه الحقوق:
1 - رد السلام وإجابة الدعوة:
وهذه وإن كانت من الحقوق العامة للمسلمين بعضهم على بعض ، إلا أنها تتأكد في حق الجيران لما لها من آثار طيبة في إشاعة روح الألفة والمودة.
2 - كف الأذى عنه:
نعم فهذا الحق من أعظم حقوق الجيران ، والأذى وإن كان حرامًا بصفة عامة فإن حرمته تشتد إذا كان متوجهًا إلى الجار ، فقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم -من أذية الجار أشد التحذير وتنوعت أساليبه في ذلك ، واقرأ معي هذه الأحاديث التي خرجت من فم المصطفى - صلى الله عليه وسلم -:
· "والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن. قيل: مَنْ يا رسول الله ؟ قال: مَن لا يأمن جاره بوائقه ".
· ولما قيل له: يا رسول الله! إن فلانة تصلي الليل وتصوم النهار ، وفي لسانها شيء تؤذي جيرانها. قال: "لا خير فيها ، هي في النار ".
وجاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يشكو إليه أذى جاره. فقال: " اطرح متاعك في الطريق ". ففعل ؛ وجعل الناس يمرون به ويسألونه . فإذا علموا بأذى جاره له لعنوا ذلك الجار . فجاء هذا الجار السيئ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -يشكو أن الناس يلعنونه. فقال - صلى الله عليه وسلم -: " فقد لعنك الله قبل الناس ".
3 - تحمل أذى الجار:
وإنها والله لواحدة من شيم الكرام ذوي المروءات والهمم العالية ، إذ يستطيع كثير من الناس أن يكف أذاه عن الآخرين ، لكن أن يتحمل أذاهم صابرًا محتسبًا فهذه درجة عالية: ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ )[المؤمنون: 96]. ويقول الله - تعالى -: ( وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ )[الشورى: 43]. وقد ورد عن الحسن - رحمه الله - قوله: ليس حُسْنُ الجوار كفّ الأذى ، حسن الجوار الصبر على الأذى.
4 - تفقده وقضاء حوائجه:
إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم ". وإن الصالحين كانوا يتفقدون جيرانهم ويسعون في قضاء حوائجهم ، فقد كانت الهدية تأتي الرجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فيبعث بها إلى جاره ، ويبعث بها الجار إلى جار آخر ، وهكذا تدور على أكثر من عشرة دور حتى ترجع إلى الأول.
ولما ذبح عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - شاة قال لغلامه: إذا سلخت فابدأ بجارنا اليهودي. وسألت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن لي جارين ، فإلى أيهما أهدي؟ قال: " إلى أقربهما منكِ بابًا ".
5 - ستره وصيانة عرضه:
وإن هذه لمن أوكد الحقوق ، فبحكم الجوار قد يطَّلع الجار على بعض أمور جاره فينبغي أن يوطن نفسه على ستر جاره مستحضرًا أنه إن فعل ذلك ستره الله في الدنيا والآخرة ، أما إن هتك ستره فقد عرَّض نفسه لجزاء من جنس عمله: ( وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) [فصلت: 46].
وقد كان العرب يفخرون بصيانتهم أعراض الجيران حتى في الجاهلية ، يقول عنترة:
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي ....... حتى يواري جارتي مأواها
وأما في الإسلام فيقول أحدهم:
ما ضـر جاري إذ أجاوره *** ألا يـكــون لبـيـته ســــتـر
أعمى إذا ما جارتي خرجت *** حتى يواري جارتي الخدر
وأخيرًا فإننا نؤكد على أن سعادة المجتمع وترابطه وشيوع المحبة بين أبنائه لا تتم إلا بالقيام بهذه الحقوق وغيرها مما جاءت به الشريعة ، وإن واقع كثير من الناس ليشهد بقصور شديد في هذا الجانب حتى إن الجار قد لا يعرف اسم جاره الملاصق له في السكن ، وحتى إن بعضهم ليغصب حق جاره ، وإن بعضهم ليخون جاره ويعبث بعرضه وحريمه ، وهذا والله من أكبر الكبائر. سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي الذنب أعظم؟ ". عدَّ من الذنوب العظام: " أن تزاني حليلة جارك ".
نسأل الله أن يعيننا والمسلمين على القيام بحقوق الجوار .
وصلى الله على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين
shihab- نائب المدير
-
عدد المساهمات : 332
نقاط : 7960
تاريخ التسجيل : 17/12/2008
رد: الجار قبل الدار !!
بارك الله فيك اخي الكريم
و جعله الله في ميزان حسناتك
و جعله الله في ميزان حسناتك
akira- عضو مميز
- عدد المساهمات : 99
نقاط : 5711
تاريخ التسجيل : 08/11/2009
رد: الجار قبل الدار !!
باركـ الله فيكـ
//*
//*
scorpio- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 67
نقاط : 5813
تاريخ التسجيل : 28/04/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى