ما حكم كثرة الاحتساب بعد الاحساس بالظلم ؟؟

السؤال:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
فضيلة الشيخ
انا فتاة وقع علي ظلما من شخص ذو مكانة كبيرة في نفسي واحسست بالالم الشديد واحتسبت امري لله ، ولكني وجدت نفسي دائمة الاحتساب لدرجة كبيرة فمرة سافرت صديقتي لاداء فريضة العمرة فطلبت منها ان تقول وامام الكعبة مباشرة على لساني ان "حسبي الله ونعم الوكيل في ... ، كما اني في كل صلاة تقريبا احتسب وعند السجود وفي جوف الليل لدرجة انني مسجلة رسائل تذكير في جهازي الهاتفي كي لا ان انسى ان اقول حسبي الله ونعم الوكيل وكذلك لاقراء ( وافوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد ) حتى اصبح هاجسي الاحتساب ، والان اجد صديقاتي يهاجمونني دائما بان اتوقف عن الاحتساب وكان في نيتي ان اؤذي هذا الشخص بالرغم انه لم ادعو بالاذية ولكن من حرقة قلبي كما يقولون احتسب فقط واجدني الان في حيرة ، فهل هذا يعتبر اذية في الشخص الذي احتسبت الله ووكلته عليه ؟؟ انا لا انوي ان اؤذي اي احد او ان ادعو بالسؤ على احد فارجو ان تريحوني بالاجابة الشافية واعتذر عن الاطالة .
جزاك الله خيرا ..

يجوز الدعاء على الظالم لقوله تعالى : ( لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً (148) 0 لكن الأفضل العفو وعدم الدعاء لقوله تعالى : ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) .
أما كلمة ( حسبي الله ونعم الوكيل ) فليست دعاء ، بل اعتراف بأن الكافي هو الله سبحانه ، وتقال عند الشدة كما قالها إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين ألقي في النار، وقالها النبي صلى الله عليه وسلم ، كما في صحيح البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ‏{‏حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ‏}‏ قَالَهَا اِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِينَ اُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالُوا ‏{‏اِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ اِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ‏}‏
والله أعلم