شَجَرَةٌ تَشْهَدُ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-
صفحة 1 من اصل 1
شَجَرَةٌ تَشْهَدُ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الَّذي فطر بقدرته الأنام ، وفضَّل بعضهم على بعضٍ في الأفهام ، وصلى الله على محمد ، وآله وصحبه البررة الكرام .
أما بعد ؛
فهذا بحث حول حديث من دلائل النَّبوَّة ، لنبيِّنا الكريم محمَّد بن عبد الله صلَّى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا ، بعد أنْ سُئلت عنه ، فجمعت ما له تعلُّقٌ بذالكم الحديث ؛ لذا أحببتُ أن تكون الفائدة لإخواني عامةً ، ولنفسي خاصةً ، ولعلِّي أجدُ عندي إخواني فوائدَ له تعلُّقٌ بهذا الحديثِ ، فلا يبخل علينا من وجد فائدةً لها تعلق بحديث الباب ، وأسأل الله الكريم عونًا وتأييدًا ، وتوفيقًا وتسديدًا ، وعصمةً من الزلل ، وسلامةً من الخطل ، والصواب في القول والعمل ، ثُمَّ إليه - عزَّ وجلَّ - نتضرَّع ، في أن يجعلنا ممَّن تعلَّم العلم لوجهه ، وعُنيَ به في ذاته ؛ فإنه على ذلك وعلى كل شيء قدير([1]) .
فأسوق الأسانيد والمتون كما جاءت في الكتب المسندة ؛ لاختلاف بعض الألفاظ عندهم ، وربما في الإسناد - أيضًا - عندهم ، والله الموفق.
قال الإمام الحافظ أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي - رحمه الله تعالى - ( 255 هـ ) في « مسنده » ( رقم 16 ):
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ :
كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى سَفَرٍ فَأَقْبَلَ أَعْرَابِىٌّ ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :
« أَيْنَ تُرِيدُ؟ ».
قَالَ : إِلَى أَهْلِى.
قَالَ :« هَلْ لَكَ فِى خَيْرٍ؟ ».
قَالَ : وَمَا هُوَ؟
قَالَ :« تَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ».
فَقَالَ : وَمَنْ يَشْهَدُ عَلَى مَا تَقُولُ ؟
قَالَ :« هَذِهِ السَّلَمَةُ([2])».
فَدَعَاهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهِىَ بِشَاطِئِ الْوَادِى ، فَأَقْبَلَتْ تُخُدُّ([3])الأَرْضَ خَدًّا حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَاسْتَشْهَدَهَا ثَلاَثاً فَشَهِدَتْ ثَلاَثاً أَنَّهُ كَمَا قَالَ ، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَنْبَتِهَا ، وَرَجَعَ الأَعْرَابِىُّ إِلَى قَوْمِهِ ، وَقَالَ :
إِنِ اتَّبَعُونِى أَتَيْتُكَ بِهِمْ ، وَإِلاَّ رَجَعْتُ فَكُنْتُ مَعَكَ.
قال محققه حسين أسد:
حديث صحيح (!؟) ، وقد استوفينا تخريجه في مسند الموصلي 10/34 برقم (5662)، وفي صحيح ابن حبان برقم (6505) ، وفي موارد الظمآن برقم (2110) . انتهى.
أقول: سيأتي الرد عليه - إن شاء الله تعالى - .
وأخرجه أبو يعلى الموصلي - رحمه الله تعالى - في «مسنده» (رقم1284-الزوائد) ، حيث قال - رحمه الله تعالى - :
حدثنا أبو هشام الرفاعي ، حدثنا ابن فضيل ، حدثنا أبو حيان التيمي ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عمر قال :
كنت جالسًا عند النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فأتاه أعرابيٌّ فقال:
«هل لك في خير؟ تشهد أن لا إله إلاَّ الله وأن محمَّدًا رسول الله«.
قال: ومن يشهد لك؟
قال :
«هذه النخلة».
فدعاها وهي على شاطئ الوادي فجاءته تخُدُّ الأرض حتى قامت بين يديه .
قال:
«فاستشهدها» ، فشهدت ثلاث مرات، ثم رجعت إلى مكانها!
فقال الأعرابي : آتي قومي فإن تابعوني أتيتك بهم وإلاَّ رجعت إليك فأكون معك.
أقول : وهو في «المسند» المطبوع ج10/ص34/(رقم5662)، وأعجب من قول محققه (!؟) حسين أسد ، حيث قال:
إسناده حسن من أجل أبي هشام الرفاعي ، إن كان عطاء سمعه من ابن عمر... ونقل الشيخ حبيب الرحمن عن البوصيري قوله :
رواه أبو يعلى والبزار ، ومدار إسناده على علي بن زيد بن جدعان ، وهو ضعيف .
نقول - القائل حسين أسد - :
ليس في إسناد أبي يعلى علي بن زيد ...انتهى.
قال أبو عبد الرحمن -غفر الله تعالى له- :
وقد سبق أنْ قال حسين أسد في تعلقيه على «سنن الدارمي» بأنَّ الحديث صحيحٌ ، وأشار إلى أنَّه استوفى التخريج والكلام عليه في «مسند أبي يعلى» ، فإذا به لم يشر لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ إلى تخريج الدارميِّ للحديث !! على الرُّغم أنَّه عمل في التحقيق(!؟) على الكتابين ، وأنَّه في مكانٍ صحَّحه وفي آخرَ حسَّنه (!؟) ، هذا أمر.
وأمر آخر:
نقل حسين أسد عن حبيب الرحمن الأعظمي كلامَ البوصيري عن هذا الحديث الذي نحن بصدده، والواقع ليس عن حديث الباب ، وإنما عن حديث آخر ، وهو حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، ومَن رجع إلى «المطالب العالية» ج4/ص16/(رقم3836) ، اتَّضح له أنَّ حسين أسد في وادي ، وكلام البوصيري في وادي آخر !
علمًا أنَّ كلام البوصيري الذي نقله حبيب الرحمن ، في صفحةٍ غيرُ الصفحة التي فيها حديثُ الباب (!؟) ، والله المستعان .
وعزاه إلى أبي يعلى الموصلي -رحمه الله تعالى- ، الحافظُ الهيثميُّ - رحمه الله تعالى - في «المجمع» جـ8/صـ292 ط2-دار الكتاب، وقال: رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح ، ورواه أبو يعلى أيضا ، والبزار . انتهى.
وعزاه إلى أبي يعلى والبزار - أيضًا - الحافظ البوصيري - رحمه الله تعالى - في «إتحاف المهرة» جـ9/صـ111 -المجردة، حيث قال:
رواه أبو يعلى بسند صحيح (!؟) ، والبزار ، والطبراني ، وابن حبان في صحيحه. انتهى.
قال محققه (!؟) كسروي: قال الهيثمي: رواه أبو يعلى ، ورجاله رجال الصحيح ، غير إبراهيم بن الحجاج ، وهو ثقة.
قال أبو عبد الرحمن - غفر الله تعالى له- :
زيادة : ( غير إبراهيم بن الحجاج ، وهو ثقة ) ، من كيس محققه (!؟) الكسروي ، وليس من كلام الهيثمي -رحمه الله تعالى- من ذلك في شيء، فما أدري من أتى بهذه الزيادة ، علمًا ليس في إسناد حديث الباب من هو اسمه : ( إبراهيم بن الحجاج ) ، وقد نقل الكسروي نفسُه كلام الحافظ الهيثمي -رحمه الله- في تعليقه (!؟) على كتاب «المقصد العلي» ج3/ص160، فلم يذكر تلك الزِّيادة ، وإنما كلام الحافظ الهيثمي -رحمه الله تعالى- عن حديث ابن عبَّاسٍ -رضي الله عنهما- ، وليس عن حديث الباب ، وهو الحديث الآتي في آخر المقال عنه -رضي الله عنهما- ، وهو حديثٌ صحيحٌ، عند الطبراني -رحمه الله تعالى- (ج12/ص100/رقم12595)، وغيره، لكن ليس في هذه الطريق عنده إبراهيم بن الحجاج السامي، وما أظنه إلاَّ وهمًا من الحافظ الهيثمي -رحمه الله- ؛ فإنَّه كثير الوهم (!؟) ، والله المستعان ، وهو في «المجمع» ج9/ص10 ، حيث قال: رواه أبو يعلى ، ورجاله رجال الصحيح ، غير إبراهيم بن الحجاج السامي([4])، وهو ثقة. انتهى.
والله الموفِّق ...
* وأخرجه - أيضًا - البزار - رحمه الله تعالى - ، كما سبق في مصادر التخريج، وقال البزار -رحمه الله تعالى- في «مسنده» (ج3/ص133-134/رقم2411-كشف):
حدثنا علي بن المنذر، ثنا محمد بن فضيل، ثنا أبو حيان، عن عطاء، عن ابن عمر قال:
" كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ، فأقبل أعرابيٌّ، فلما دنا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أين تريد؟
قال: أهلي.
قال: هل لك إلى خير مما تريد - أو كلمة نحوها -؟
قال: وما هو؟
قال: تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله.
قال: من يشهد لي على ما تقول؟
قال: هذه الشجرة. فدعاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي بشاطئ الوادي ، فأقبلت حتى قامت بين يديه؟ فاستشهدها، فشهدت ثلاثًا أنه كما قال، ثم رجعت إلى منبتها، ورجع الأعرابي إلى قومه فقال: إن يتبعوني أتيتك بهم، وإن لا ، جئت إليك فكنت معك.
قال البزار: لا نعلم رواه عن ابن عمر بهذا اللفظ وهذا الإسناد، إلا محمد بن فضيل، ولا نعلم أسند أبو حيان عن عطاء إلا هذا الحديث([5]).
* ومن هذا الباب فالحديث قد أخرجه -أيضًا- ابن حبان -رحمه الله تعالى- في صحيحه (رقم2110 –موارد) ، حيث قال:
أنبأنا الحسن بن سفيان ، حدثنا عبد الله بن عمر الجعفي ، حدثنا ابن فضيل ، عن أبي حيان ، عن عطاء ، عن ابن عمر قال :
كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسير فأقبل أعرابيٌّ فلما دنا منه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«أين تريد »؟
قال : إلى أهلي .
قال : «هل لك إلى خير» ؟
قال ما هو ؟
قال : « تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله ».
قال : هل من شاهد على ما تقول ؟
قال - صلى الله عليه وسلم - : «هذه الشجرة » ، فدعاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي في شاطئ الوادي ؛ فأقبلت تخُدُّ الأرض خدًّا حتى قامت بين يديه ، فاستشهدها ثلاثًا ، فشهدت أنَّه كما قال ، ثم رجعتْ إلى منبتها .
ورجع الأعرابي إلى قومه ، وقال : إن يتبعوني أتيتك بهم وإلاَّ رجعت إليك وكنتُ معك.
وانظر «إتحاف المهرة» ج8/ص592/(رقم10021)، للحافظ ابن حجر -رحمه الله-، فإنَّه عزاه إلى الدارمي ، وابن حبان .
* وخرَّجه الدارقطني -رحمه الله- في « الغرائب والأفراد » ( ج1/ص545/رقم3128 -أطراف ابن طاهر ط-التدمرية ) ، وقال: تفرد به محمد بن فضيل، عن أبي حيان التيمي يحيى بن سعيد بن حيان ( بالأصل: جيان! ) ، عن عطاء بن أبي رباح، عنه .
* وأخرجه الطبراني في «الكبير» ج12/ص431/( رقم13582) ، حيث قال :
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بن أَبِي رَوْحٍ الْبَصْرِيُّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن عُمَرَ بن أَبَانَ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن فُضَيْلِ بن غَزْوَانَ , عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ , فَأَقْبَلَ أَعْرَابِيٌّ , فَلَمَّا دَنَا قَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:أَيْنَ تُرِيدُ؟
قَالَ: إِلَى أَهْلِي .
قَالَ: هَلْ لَكَ فِي خَيْرٍ؟
قَالَ: مَا هُوَ؟
قَالَ:تَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
قَالَ: مَنْ شَاهِدٌ عَلَى مَا تَقُولُ؟
قَالَ:هَذِهِ الشَّجَرَةُ, فَدَعَاهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- , وَهِيَ بِشَاطِئِ الْوَادِي ، فَأَقْبَلَتْ تَخُدُّ الأَرْضَ خَدًّا حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ , فَاسْتَشْهَدَهَا ثَلاثًا , فَشَهِدَتْ أَنَّهُ كَمَا قَالَ , ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَنْبَتِهَا , وَرَجَعَ الأَعْرَابِيُّ إِلَى قَوْمِهِ , فَقَالَ: إِنْ يَتْبَعُونِي آتِيكَ بِهِمْ , وَإِلا رَجَعْتُ إِلَيْكَ فَكُنْتُ مَعَكَ.
* وأخرجه البيهقي -رحمه الله تعالى- في «الدلائل » ج6/ص14-15 ، حيث قال:
ذكر شَيخُنا أبو عبد الله الحافظ إجازةً ، أن أبا بكر محمد بن عبد الله الوراق ، أخبره قال: أنبأنا الحسن بن سفيان ، حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن أبان الجُعفِيُّ ، حدثنا محمد بن فضيل ، عن أبي حيان ، عن عطاء ، عن ابن عمر ، قال :
كنا مع النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- في سفر فأقبل أَعرابيٌّ فلما دنا منه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أين تريد؟
قال: إلى أهلي.
قال: هل لك إلى خير؟
قال ما هو؟
قال: تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمَّدًا عبده ورسوله .
قال: هل من شاهدٍ على ما تقول؟
قال: هذه الشجرة ! فدعاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي على شاطئ الوادي ، فأقبلت تخد الأرض خدا فقامت بين يديه ، فاستشهد ثلاثا ، فشهدت له كما قال ، ثم رجعتْ إلى منبتها ورجع الأعرابي إلى قومه ، فقال : أن يتبعوني آتيك بهم وإلا رجعت إليك فكنت معك.
أقول : والغريب قال محققه ( !؟ ) قلعجي في الهامش:
نقله الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية 6/125 عن المصنف!!
* وأخرجه أيضا الفاكهي -رحمه الله تعالى- في «تاريخ مكة» ج4/ص29/(رقم2328) ، حيث قال:
وحدثنا علي بن المنذر قال : ثنا ابن فضيل قال : ثنا أبو حيان التميمي ، عن عطاء ، عن ابن عمر - رضي الله عنهما- قال : كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فأقبل أعرابيٌّ فلما دنا منه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : « أين تريد ؟ » .
قال : إلى أهلي .
قال -صلى الله عليه وسلم- : « هل لك إلى خير ؟ » .
قال : ما هو ؟
قال -صلى الله عليه وسلم- : « تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله » .
قال : من شاهد على ما تقول ؟
قال صلى الله عليه وسلم : « هذه الشكمة » - يعني الشجرة - فدعا بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي بشاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض حتى قامت بين يديه -صلى الله عليه وسلم- فاستشهدها ثلاثًا أنه كما قال، ثم رجعت إلى منبتها فرجع الأعرابيُّ إلى قوله -صلى الله عليه وسلم- فقال :
إن يتبعوني أقبلت بهم ، وإلاَّ رجعت فكنت معك .
* وأخرجه الحافظ ابن عساكر - رحمه الله تعالى - في «تاريخ دمشق» ج4/ص364-365 ، حيث قال:
أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن الزينبي ن نا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق إملاءً ، نا أبو القاسم عبد الله بن محمد ، نا أحمد بن عمران الأخنسي - سنة ثمان وعشرين ومائتين - ، نا محمد بن فضيل ، نا أبو حيان التيمي - وكان صدوقًا - ، عن مجاهد([6]) ، عن ابن عمر قال:
كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فدنا منه أعرابي فقال : «يا أعرابيُّ أين تريد ؟ ».
قال : إلى أهلي.
قال :
«هل لك إلى خير ؟ » .
قال : ما هو ؟
قال :
« تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله !» .
قال : من يشهد على ما تقول؟
قال:
«هذه الشجرة السدر» ، فدعاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي في شاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض حتى قامت بين يديه ، واستشهدها ثلاثًا ، فشهدت ثلاثًا أنَّه كما قال - صلى الله عليه وسلم -.
قال : ثم رجعت إلى مكانها!
فقال الأعرابي : أرجع إلى قومي فإن اتبعوني وإلاَّ رجعت فكنت معك .
** وأورده القاضي عياض في «الشفا» ج1/ص573 ط2-علوم القرآن. وكذا الخطيب التبريزي -رحمه الله تعالى- في «المشكاة» ( رقم 5929 ) ، وثَمَّ رقَّم عليه الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى- بعلامة الصحيح([7]) !
* قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- عن هذا الحديث في «تاريخه» ج6/ص125:
وهذا إسناد جيد(!؟)، ولم يخرجوه ، ولا رواه الإمام أحمد ، والله أعلم. انتهى.
وقال الحافظ الذهبي - رحمه الله تعالى - في «تاريخه» ج2/ص344:
غريب جدًّا ، وإسناده جيد ، أخرجه الدارمي في «مسنده» ، عن محمد بن طريف ، عن ابن فضيل. انتهى.
أقول : والحديث -وإن كان رجاله رجال الصحيح ، هذا لا يعني أنَه صحيح - فهو مُعلٌّ ، كما قال شيخنا مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله تعالى- في «الصحيح المسند من دلائل النبوة»([8]) ص98 ، مستندًا في ذلك إلى قول أبي حاتمٍ الرازي -رحمه الله تعالى- ، كما في «علل ابنه أبي محمد عبد الرحمن -رحمه الله تعالى-» ج3/ص 236-237/( رقم2687) ، حيث قال -رحمه الله تعالى-:
سمعت أبي ذكر حديثًا رواه ابن فضيل ، عن أبي حيان ، عن عطاء ، عن ابن عمر ، قال :
كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فأقبل أعرابي، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: «هل لك إلى خير من الذهاب ؟».
قال نعم.
قال : «تشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، وأني رسول الله».
قال الأعرابي : فمن يشهد لك ؟
قال: «هذه الشجرة التي على دارى ...الحديث ».
قال أبي: وقد حدثنا علي الطنافسي، وعبد المؤمن بن علي، عن ابن فضيل هكذا، وأنا أنكر هذا ؛ لأن أبا حيان لم يسمع من عطاء، ولم يرو عنه ، وليس هذا الحديث من حديث عطاء.
قلت: من تراه؟
قال : لحديث أبي جناب أشبه. انتهى.
أقول: وانظر في ذلك إلى «جامع التحصيل» ص298 ط3-عالم الكتب، للحافظ العلائي -رحمه الله تعالى-.
وذكر الحافظ أبو زرعة العراقي -رحمه الله تعالى- في «تحفة التحصيل» ص343 ط-الرشد ، بينهما:
المنذر بن جرير بن عبد الله البجلي ، وقيل: أبو رزعة عمر بن جرير ، وقيل: الضحاك خال المنذر بن جرير ...إلخ.
حديث صحيح يغني عن الحديث السابق:
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى في «مسنده» ج1/ص223:
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرِنِي الْخَاتَمَ الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيْكَ فَإِنِّي مِنْ أَطَبِّ النَّاسِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
أَلَا أُرِيكَ آيَةً؟
قَالَ بَلَى .
قَالَ: فَنَظَرَ إِلَى نَخْلَةٍ ، فَقَالَ ادْعُ ذَلِكَ الْعِذْقَ!
قَالَ: فَدَعَاهُ فَجَاءَ يَنْقُزُ حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ .
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ارْجِعْ ، فَرَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ .
فَقَالَ الْعَامِرِيُّ : يَا آلَ بَنِي عَامِرٍ! مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ رَجُلًا أَسْحَرَ.
* وأخرجه الإمام الدارمي -رحمه الله تعالى- في «مسنده» ( رقم24) من طريق إسحاق بن إبراهيم ، عن أبي معاوية الضرير، به.
والإمام أبو عيسى الترمذي في «الجامع» (رقم3628) ، من طريق أبي ظبيان ، به.
وقال أبو عيسى: هذا حديثٌ حَسنٌ غريبٌ صحيحٌ .
والحاكم في «مستدركه» ج2/ص771 ط-ابن حزم والعثمانية، من طريق أبي بكر بن إسحاق، عن علي بن عبد العزيز، عن محمد بن سعيد بن الأصبهاني، عن شريك، عن سماك، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، به.
وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم([9])، ولم يخرجاه، وتبعه على ذلك الحافظ الذهبي في «تلخيصه».
والبيهقي في «الاعتقاد» ص36 ط-ابن رجب، وفي «الدلائل» ج6/ص15، من طريق أبي عبد الله الحاكم ، به .
*** وممن خرَّجه أيضًا بحشل -رحمه الله تعالى- في «تاريخ واسط» ص212 ط-كوركيس، إلا أنه تصحف عنده: «أبو ظبيان» إلى «ابن ظبيان» ، وهذا الكتاب حقيقةً بحاجة إلى تحقيق علمي (!؟)، والله المستعان، البخاري في «تاريخه» ج2/ق1/ص3، والحربي في «غريبه» ج2/ص348، وأبو يعلى في «مسنده» ج4/(2350)، وابن حبان في «صحيحه» (2111-موراد)، والطبراني ج12/( 12595) ، و(12622)، وفي الأوسط ج5/ص197/رقم5068، وقال: لم يروِ هذا الحديث عن سماكٍ إلاَّ شريك. انتهى.
وأبو نعيم في «الدلائل» صـ393 رقم397، والضياء في «المختارة» (رقم527) وقال: رواه الترمذي عن محمد بن إسماعيل ، عن محمد بن سعيد الأصبهاني، وقال: حديث حسن صحيح.
أقول: لعل في نسخة كذا ، وقد سبق قول الترمذي .
وخرَّجه -أيضًا- (رقم248) ، وابن عساكر في «تاريخه» ج4/ص363، واللالكائي في «أصول الاعتقاد» (رقم1486).
وانظر ترجيح هذه الطريق لأبي زرعة الرازي -رحمه الله تعالى- في «علل ابن أبي حاتم -رحمه الله-» ج3/ص241 ط-الرشد، والحديث صححه الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى- في «الصحيحة» ( رقم3315)، وصححه -أيضًا- شيخنا الوادعي -رحمه الله تعالى- في «الدلائل» ص98 و178.
* وجاء عند البخاري في «تاريخه»، ومن طريقه الترمذي ، والحاكم ، والطبراني ، الضياء ، وغيرهم : أنَّ الأعرابي أسلم ، لكن هذه الزيادة منكرة ؛ لأنها من طريق شريك بن عبد الله ، فتفرده لا يحتمل ! فكيف بالمخالفة ؟!
وبالله التوفيق ....
الحمد لله الَّذي فطر بقدرته الأنام ، وفضَّل بعضهم على بعضٍ في الأفهام ، وصلى الله على محمد ، وآله وصحبه البررة الكرام .
أما بعد ؛
فهذا بحث حول حديث من دلائل النَّبوَّة ، لنبيِّنا الكريم محمَّد بن عبد الله صلَّى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا ، بعد أنْ سُئلت عنه ، فجمعت ما له تعلُّقٌ بذالكم الحديث ؛ لذا أحببتُ أن تكون الفائدة لإخواني عامةً ، ولنفسي خاصةً ، ولعلِّي أجدُ عندي إخواني فوائدَ له تعلُّقٌ بهذا الحديثِ ، فلا يبخل علينا من وجد فائدةً لها تعلق بحديث الباب ، وأسأل الله الكريم عونًا وتأييدًا ، وتوفيقًا وتسديدًا ، وعصمةً من الزلل ، وسلامةً من الخطل ، والصواب في القول والعمل ، ثُمَّ إليه - عزَّ وجلَّ - نتضرَّع ، في أن يجعلنا ممَّن تعلَّم العلم لوجهه ، وعُنيَ به في ذاته ؛ فإنه على ذلك وعلى كل شيء قدير([1]) .
فأسوق الأسانيد والمتون كما جاءت في الكتب المسندة ؛ لاختلاف بعض الألفاظ عندهم ، وربما في الإسناد - أيضًا - عندهم ، والله الموفق.
قال الإمام الحافظ أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي - رحمه الله تعالى - ( 255 هـ ) في « مسنده » ( رقم 16 ):
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ :
كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى سَفَرٍ فَأَقْبَلَ أَعْرَابِىٌّ ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :
« أَيْنَ تُرِيدُ؟ ».
قَالَ : إِلَى أَهْلِى.
قَالَ :« هَلْ لَكَ فِى خَيْرٍ؟ ».
قَالَ : وَمَا هُوَ؟
قَالَ :« تَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ».
فَقَالَ : وَمَنْ يَشْهَدُ عَلَى مَا تَقُولُ ؟
قَالَ :« هَذِهِ السَّلَمَةُ([2])».
فَدَعَاهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهِىَ بِشَاطِئِ الْوَادِى ، فَأَقْبَلَتْ تُخُدُّ([3])الأَرْضَ خَدًّا حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَاسْتَشْهَدَهَا ثَلاَثاً فَشَهِدَتْ ثَلاَثاً أَنَّهُ كَمَا قَالَ ، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَنْبَتِهَا ، وَرَجَعَ الأَعْرَابِىُّ إِلَى قَوْمِهِ ، وَقَالَ :
إِنِ اتَّبَعُونِى أَتَيْتُكَ بِهِمْ ، وَإِلاَّ رَجَعْتُ فَكُنْتُ مَعَكَ.
قال محققه حسين أسد:
حديث صحيح (!؟) ، وقد استوفينا تخريجه في مسند الموصلي 10/34 برقم (5662)، وفي صحيح ابن حبان برقم (6505) ، وفي موارد الظمآن برقم (2110) . انتهى.
أقول: سيأتي الرد عليه - إن شاء الله تعالى - .
وأخرجه أبو يعلى الموصلي - رحمه الله تعالى - في «مسنده» (رقم1284-الزوائد) ، حيث قال - رحمه الله تعالى - :
حدثنا أبو هشام الرفاعي ، حدثنا ابن فضيل ، حدثنا أبو حيان التيمي ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عمر قال :
كنت جالسًا عند النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فأتاه أعرابيٌّ فقال:
«هل لك في خير؟ تشهد أن لا إله إلاَّ الله وأن محمَّدًا رسول الله«.
قال: ومن يشهد لك؟
قال :
«هذه النخلة».
فدعاها وهي على شاطئ الوادي فجاءته تخُدُّ الأرض حتى قامت بين يديه .
قال:
«فاستشهدها» ، فشهدت ثلاث مرات، ثم رجعت إلى مكانها!
فقال الأعرابي : آتي قومي فإن تابعوني أتيتك بهم وإلاَّ رجعت إليك فأكون معك.
أقول : وهو في «المسند» المطبوع ج10/ص34/(رقم5662)، وأعجب من قول محققه (!؟) حسين أسد ، حيث قال:
إسناده حسن من أجل أبي هشام الرفاعي ، إن كان عطاء سمعه من ابن عمر... ونقل الشيخ حبيب الرحمن عن البوصيري قوله :
رواه أبو يعلى والبزار ، ومدار إسناده على علي بن زيد بن جدعان ، وهو ضعيف .
نقول - القائل حسين أسد - :
ليس في إسناد أبي يعلى علي بن زيد ...انتهى.
قال أبو عبد الرحمن -غفر الله تعالى له- :
وقد سبق أنْ قال حسين أسد في تعلقيه على «سنن الدارمي» بأنَّ الحديث صحيحٌ ، وأشار إلى أنَّه استوفى التخريج والكلام عليه في «مسند أبي يعلى» ، فإذا به لم يشر لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ إلى تخريج الدارميِّ للحديث !! على الرُّغم أنَّه عمل في التحقيق(!؟) على الكتابين ، وأنَّه في مكانٍ صحَّحه وفي آخرَ حسَّنه (!؟) ، هذا أمر.
وأمر آخر:
نقل حسين أسد عن حبيب الرحمن الأعظمي كلامَ البوصيري عن هذا الحديث الذي نحن بصدده، والواقع ليس عن حديث الباب ، وإنما عن حديث آخر ، وهو حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، ومَن رجع إلى «المطالب العالية» ج4/ص16/(رقم3836) ، اتَّضح له أنَّ حسين أسد في وادي ، وكلام البوصيري في وادي آخر !
علمًا أنَّ كلام البوصيري الذي نقله حبيب الرحمن ، في صفحةٍ غيرُ الصفحة التي فيها حديثُ الباب (!؟) ، والله المستعان .
وعزاه إلى أبي يعلى الموصلي -رحمه الله تعالى- ، الحافظُ الهيثميُّ - رحمه الله تعالى - في «المجمع» جـ8/صـ292 ط2-دار الكتاب، وقال: رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح ، ورواه أبو يعلى أيضا ، والبزار . انتهى.
وعزاه إلى أبي يعلى والبزار - أيضًا - الحافظ البوصيري - رحمه الله تعالى - في «إتحاف المهرة» جـ9/صـ111 -المجردة، حيث قال:
رواه أبو يعلى بسند صحيح (!؟) ، والبزار ، والطبراني ، وابن حبان في صحيحه. انتهى.
قال محققه (!؟) كسروي: قال الهيثمي: رواه أبو يعلى ، ورجاله رجال الصحيح ، غير إبراهيم بن الحجاج ، وهو ثقة.
قال أبو عبد الرحمن - غفر الله تعالى له- :
زيادة : ( غير إبراهيم بن الحجاج ، وهو ثقة ) ، من كيس محققه (!؟) الكسروي ، وليس من كلام الهيثمي -رحمه الله تعالى- من ذلك في شيء، فما أدري من أتى بهذه الزيادة ، علمًا ليس في إسناد حديث الباب من هو اسمه : ( إبراهيم بن الحجاج ) ، وقد نقل الكسروي نفسُه كلام الحافظ الهيثمي -رحمه الله- في تعليقه (!؟) على كتاب «المقصد العلي» ج3/ص160، فلم يذكر تلك الزِّيادة ، وإنما كلام الحافظ الهيثمي -رحمه الله تعالى- عن حديث ابن عبَّاسٍ -رضي الله عنهما- ، وليس عن حديث الباب ، وهو الحديث الآتي في آخر المقال عنه -رضي الله عنهما- ، وهو حديثٌ صحيحٌ، عند الطبراني -رحمه الله تعالى- (ج12/ص100/رقم12595)، وغيره، لكن ليس في هذه الطريق عنده إبراهيم بن الحجاج السامي، وما أظنه إلاَّ وهمًا من الحافظ الهيثمي -رحمه الله- ؛ فإنَّه كثير الوهم (!؟) ، والله المستعان ، وهو في «المجمع» ج9/ص10 ، حيث قال: رواه أبو يعلى ، ورجاله رجال الصحيح ، غير إبراهيم بن الحجاج السامي([4])، وهو ثقة. انتهى.
والله الموفِّق ...
* وأخرجه - أيضًا - البزار - رحمه الله تعالى - ، كما سبق في مصادر التخريج، وقال البزار -رحمه الله تعالى- في «مسنده» (ج3/ص133-134/رقم2411-كشف):
حدثنا علي بن المنذر، ثنا محمد بن فضيل، ثنا أبو حيان، عن عطاء، عن ابن عمر قال:
" كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ، فأقبل أعرابيٌّ، فلما دنا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أين تريد؟
قال: أهلي.
قال: هل لك إلى خير مما تريد - أو كلمة نحوها -؟
قال: وما هو؟
قال: تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله.
قال: من يشهد لي على ما تقول؟
قال: هذه الشجرة. فدعاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي بشاطئ الوادي ، فأقبلت حتى قامت بين يديه؟ فاستشهدها، فشهدت ثلاثًا أنه كما قال، ثم رجعت إلى منبتها، ورجع الأعرابي إلى قومه فقال: إن يتبعوني أتيتك بهم، وإن لا ، جئت إليك فكنت معك.
قال البزار: لا نعلم رواه عن ابن عمر بهذا اللفظ وهذا الإسناد، إلا محمد بن فضيل، ولا نعلم أسند أبو حيان عن عطاء إلا هذا الحديث([5]).
* ومن هذا الباب فالحديث قد أخرجه -أيضًا- ابن حبان -رحمه الله تعالى- في صحيحه (رقم2110 –موارد) ، حيث قال:
أنبأنا الحسن بن سفيان ، حدثنا عبد الله بن عمر الجعفي ، حدثنا ابن فضيل ، عن أبي حيان ، عن عطاء ، عن ابن عمر قال :
كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسير فأقبل أعرابيٌّ فلما دنا منه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«أين تريد »؟
قال : إلى أهلي .
قال : «هل لك إلى خير» ؟
قال ما هو ؟
قال : « تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله ».
قال : هل من شاهد على ما تقول ؟
قال - صلى الله عليه وسلم - : «هذه الشجرة » ، فدعاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي في شاطئ الوادي ؛ فأقبلت تخُدُّ الأرض خدًّا حتى قامت بين يديه ، فاستشهدها ثلاثًا ، فشهدت أنَّه كما قال ، ثم رجعتْ إلى منبتها .
ورجع الأعرابي إلى قومه ، وقال : إن يتبعوني أتيتك بهم وإلاَّ رجعت إليك وكنتُ معك.
وانظر «إتحاف المهرة» ج8/ص592/(رقم10021)، للحافظ ابن حجر -رحمه الله-، فإنَّه عزاه إلى الدارمي ، وابن حبان .
* وخرَّجه الدارقطني -رحمه الله- في « الغرائب والأفراد » ( ج1/ص545/رقم3128 -أطراف ابن طاهر ط-التدمرية ) ، وقال: تفرد به محمد بن فضيل، عن أبي حيان التيمي يحيى بن سعيد بن حيان ( بالأصل: جيان! ) ، عن عطاء بن أبي رباح، عنه .
* وأخرجه الطبراني في «الكبير» ج12/ص431/( رقم13582) ، حيث قال :
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بن أَبِي رَوْحٍ الْبَصْرِيُّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن عُمَرَ بن أَبَانَ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن فُضَيْلِ بن غَزْوَانَ , عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ , فَأَقْبَلَ أَعْرَابِيٌّ , فَلَمَّا دَنَا قَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:أَيْنَ تُرِيدُ؟
قَالَ: إِلَى أَهْلِي .
قَالَ: هَلْ لَكَ فِي خَيْرٍ؟
قَالَ: مَا هُوَ؟
قَالَ:تَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
قَالَ: مَنْ شَاهِدٌ عَلَى مَا تَقُولُ؟
قَالَ:هَذِهِ الشَّجَرَةُ, فَدَعَاهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- , وَهِيَ بِشَاطِئِ الْوَادِي ، فَأَقْبَلَتْ تَخُدُّ الأَرْضَ خَدًّا حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ , فَاسْتَشْهَدَهَا ثَلاثًا , فَشَهِدَتْ أَنَّهُ كَمَا قَالَ , ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَنْبَتِهَا , وَرَجَعَ الأَعْرَابِيُّ إِلَى قَوْمِهِ , فَقَالَ: إِنْ يَتْبَعُونِي آتِيكَ بِهِمْ , وَإِلا رَجَعْتُ إِلَيْكَ فَكُنْتُ مَعَكَ.
* وأخرجه البيهقي -رحمه الله تعالى- في «الدلائل » ج6/ص14-15 ، حيث قال:
ذكر شَيخُنا أبو عبد الله الحافظ إجازةً ، أن أبا بكر محمد بن عبد الله الوراق ، أخبره قال: أنبأنا الحسن بن سفيان ، حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن أبان الجُعفِيُّ ، حدثنا محمد بن فضيل ، عن أبي حيان ، عن عطاء ، عن ابن عمر ، قال :
كنا مع النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- في سفر فأقبل أَعرابيٌّ فلما دنا منه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أين تريد؟
قال: إلى أهلي.
قال: هل لك إلى خير؟
قال ما هو؟
قال: تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمَّدًا عبده ورسوله .
قال: هل من شاهدٍ على ما تقول؟
قال: هذه الشجرة ! فدعاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي على شاطئ الوادي ، فأقبلت تخد الأرض خدا فقامت بين يديه ، فاستشهد ثلاثا ، فشهدت له كما قال ، ثم رجعتْ إلى منبتها ورجع الأعرابي إلى قومه ، فقال : أن يتبعوني آتيك بهم وإلا رجعت إليك فكنت معك.
أقول : والغريب قال محققه ( !؟ ) قلعجي في الهامش:
نقله الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية 6/125 عن المصنف!!
* وأخرجه أيضا الفاكهي -رحمه الله تعالى- في «تاريخ مكة» ج4/ص29/(رقم2328) ، حيث قال:
وحدثنا علي بن المنذر قال : ثنا ابن فضيل قال : ثنا أبو حيان التميمي ، عن عطاء ، عن ابن عمر - رضي الله عنهما- قال : كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فأقبل أعرابيٌّ فلما دنا منه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : « أين تريد ؟ » .
قال : إلى أهلي .
قال -صلى الله عليه وسلم- : « هل لك إلى خير ؟ » .
قال : ما هو ؟
قال -صلى الله عليه وسلم- : « تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله » .
قال : من شاهد على ما تقول ؟
قال صلى الله عليه وسلم : « هذه الشكمة » - يعني الشجرة - فدعا بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي بشاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض حتى قامت بين يديه -صلى الله عليه وسلم- فاستشهدها ثلاثًا أنه كما قال، ثم رجعت إلى منبتها فرجع الأعرابيُّ إلى قوله -صلى الله عليه وسلم- فقال :
إن يتبعوني أقبلت بهم ، وإلاَّ رجعت فكنت معك .
* وأخرجه الحافظ ابن عساكر - رحمه الله تعالى - في «تاريخ دمشق» ج4/ص364-365 ، حيث قال:
أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن الزينبي ن نا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق إملاءً ، نا أبو القاسم عبد الله بن محمد ، نا أحمد بن عمران الأخنسي - سنة ثمان وعشرين ومائتين - ، نا محمد بن فضيل ، نا أبو حيان التيمي - وكان صدوقًا - ، عن مجاهد([6]) ، عن ابن عمر قال:
كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فدنا منه أعرابي فقال : «يا أعرابيُّ أين تريد ؟ ».
قال : إلى أهلي.
قال :
«هل لك إلى خير ؟ » .
قال : ما هو ؟
قال :
« تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله !» .
قال : من يشهد على ما تقول؟
قال:
«هذه الشجرة السدر» ، فدعاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي في شاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض حتى قامت بين يديه ، واستشهدها ثلاثًا ، فشهدت ثلاثًا أنَّه كما قال - صلى الله عليه وسلم -.
قال : ثم رجعت إلى مكانها!
فقال الأعرابي : أرجع إلى قومي فإن اتبعوني وإلاَّ رجعت فكنت معك .
** وأورده القاضي عياض في «الشفا» ج1/ص573 ط2-علوم القرآن. وكذا الخطيب التبريزي -رحمه الله تعالى- في «المشكاة» ( رقم 5929 ) ، وثَمَّ رقَّم عليه الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى- بعلامة الصحيح([7]) !
* قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- عن هذا الحديث في «تاريخه» ج6/ص125:
وهذا إسناد جيد(!؟)، ولم يخرجوه ، ولا رواه الإمام أحمد ، والله أعلم. انتهى.
وقال الحافظ الذهبي - رحمه الله تعالى - في «تاريخه» ج2/ص344:
غريب جدًّا ، وإسناده جيد ، أخرجه الدارمي في «مسنده» ، عن محمد بن طريف ، عن ابن فضيل. انتهى.
أقول : والحديث -وإن كان رجاله رجال الصحيح ، هذا لا يعني أنَه صحيح - فهو مُعلٌّ ، كما قال شيخنا مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله تعالى- في «الصحيح المسند من دلائل النبوة»([8]) ص98 ، مستندًا في ذلك إلى قول أبي حاتمٍ الرازي -رحمه الله تعالى- ، كما في «علل ابنه أبي محمد عبد الرحمن -رحمه الله تعالى-» ج3/ص 236-237/( رقم2687) ، حيث قال -رحمه الله تعالى-:
سمعت أبي ذكر حديثًا رواه ابن فضيل ، عن أبي حيان ، عن عطاء ، عن ابن عمر ، قال :
كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فأقبل أعرابي، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: «هل لك إلى خير من الذهاب ؟».
قال نعم.
قال : «تشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، وأني رسول الله».
قال الأعرابي : فمن يشهد لك ؟
قال: «هذه الشجرة التي على دارى ...الحديث ».
قال أبي: وقد حدثنا علي الطنافسي، وعبد المؤمن بن علي، عن ابن فضيل هكذا، وأنا أنكر هذا ؛ لأن أبا حيان لم يسمع من عطاء، ولم يرو عنه ، وليس هذا الحديث من حديث عطاء.
قلت: من تراه؟
قال : لحديث أبي جناب أشبه. انتهى.
أقول: وانظر في ذلك إلى «جامع التحصيل» ص298 ط3-عالم الكتب، للحافظ العلائي -رحمه الله تعالى-.
وذكر الحافظ أبو زرعة العراقي -رحمه الله تعالى- في «تحفة التحصيل» ص343 ط-الرشد ، بينهما:
المنذر بن جرير بن عبد الله البجلي ، وقيل: أبو رزعة عمر بن جرير ، وقيل: الضحاك خال المنذر بن جرير ...إلخ.
حديث صحيح يغني عن الحديث السابق:
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى في «مسنده» ج1/ص223:
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرِنِي الْخَاتَمَ الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيْكَ فَإِنِّي مِنْ أَطَبِّ النَّاسِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
أَلَا أُرِيكَ آيَةً؟
قَالَ بَلَى .
قَالَ: فَنَظَرَ إِلَى نَخْلَةٍ ، فَقَالَ ادْعُ ذَلِكَ الْعِذْقَ!
قَالَ: فَدَعَاهُ فَجَاءَ يَنْقُزُ حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ .
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ارْجِعْ ، فَرَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ .
فَقَالَ الْعَامِرِيُّ : يَا آلَ بَنِي عَامِرٍ! مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ رَجُلًا أَسْحَرَ.
* وأخرجه الإمام الدارمي -رحمه الله تعالى- في «مسنده» ( رقم24) من طريق إسحاق بن إبراهيم ، عن أبي معاوية الضرير، به.
والإمام أبو عيسى الترمذي في «الجامع» (رقم3628) ، من طريق أبي ظبيان ، به.
وقال أبو عيسى: هذا حديثٌ حَسنٌ غريبٌ صحيحٌ .
والحاكم في «مستدركه» ج2/ص771 ط-ابن حزم والعثمانية، من طريق أبي بكر بن إسحاق، عن علي بن عبد العزيز، عن محمد بن سعيد بن الأصبهاني، عن شريك، عن سماك، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، به.
وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم([9])، ولم يخرجاه، وتبعه على ذلك الحافظ الذهبي في «تلخيصه».
والبيهقي في «الاعتقاد» ص36 ط-ابن رجب، وفي «الدلائل» ج6/ص15، من طريق أبي عبد الله الحاكم ، به .
*** وممن خرَّجه أيضًا بحشل -رحمه الله تعالى- في «تاريخ واسط» ص212 ط-كوركيس، إلا أنه تصحف عنده: «أبو ظبيان» إلى «ابن ظبيان» ، وهذا الكتاب حقيقةً بحاجة إلى تحقيق علمي (!؟)، والله المستعان، البخاري في «تاريخه» ج2/ق1/ص3، والحربي في «غريبه» ج2/ص348، وأبو يعلى في «مسنده» ج4/(2350)، وابن حبان في «صحيحه» (2111-موراد)، والطبراني ج12/( 12595) ، و(12622)، وفي الأوسط ج5/ص197/رقم5068، وقال: لم يروِ هذا الحديث عن سماكٍ إلاَّ شريك. انتهى.
وأبو نعيم في «الدلائل» صـ393 رقم397، والضياء في «المختارة» (رقم527) وقال: رواه الترمذي عن محمد بن إسماعيل ، عن محمد بن سعيد الأصبهاني، وقال: حديث حسن صحيح.
أقول: لعل في نسخة كذا ، وقد سبق قول الترمذي .
وخرَّجه -أيضًا- (رقم248) ، وابن عساكر في «تاريخه» ج4/ص363، واللالكائي في «أصول الاعتقاد» (رقم1486).
وانظر ترجيح هذه الطريق لأبي زرعة الرازي -رحمه الله تعالى- في «علل ابن أبي حاتم -رحمه الله-» ج3/ص241 ط-الرشد، والحديث صححه الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى- في «الصحيحة» ( رقم3315)، وصححه -أيضًا- شيخنا الوادعي -رحمه الله تعالى- في «الدلائل» ص98 و178.
* وجاء عند البخاري في «تاريخه»، ومن طريقه الترمذي ، والحاكم ، والطبراني ، الضياء ، وغيرهم : أنَّ الأعرابي أسلم ، لكن هذه الزيادة منكرة ؛ لأنها من طريق شريك بن عبد الله ، فتفرده لا يحتمل ! فكيف بالمخالفة ؟!
وبالله التوفيق ....
hicham
مسؤول ادارة المنتدى
مصمم خاص للمنتدى-
عدد المساهمات : 728
نقاط : 10432
تاريخ التسجيل : 25/01/2009
الموقع : www.alokab.alafdal.net
مواضيع مماثلة
» زيارة إبليس لرسول الله – عليه الصلاة والسلام
» هل لمن سلم عليه النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فضل معين ؟
» ما خص الله - عز وجل - أُمة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) به عن سائر الأُمم التي قبلهم
» ائذن لي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم
» مد يدك لمبايعة رسول الله صلى الله عليه وسلم
» هل لمن سلم عليه النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فضل معين ؟
» ما خص الله - عز وجل - أُمة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) به عن سائر الأُمم التي قبلهم
» ائذن لي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم
» مد يدك لمبايعة رسول الله صلى الله عليه وسلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى