الاشربة و الاطعمة
صفحة 1 من اصل 1
الاشربة و الاطعمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حدثنا عمران بن ميسرة قال حدثنا عبد الوارث عن أبي التياح عن أنس بن مالك قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله : ( حدثنا عمران بن ميسرة )
في بعضها عمران غير مذكور الأب , وقد عرف من الرواية الأخرى أنه ابن ميسرة . وقد خرجه النسائي عن عمران بن موسى القزاز , وليس هو شيخ البخاري فيه .
قوله : ( عبد الوارث )
هو ابن سعيد ( عن أبي التياح ) بمثناة مفتوحة فوقانية بعدها تحتانية ثقيلة وآخره حاء مهملة كما تقدم .
قوله : ( عن أنس )
زاد الأصيلي وأبو ذر : " ابن مالك " وللنسائي : " حدثنا أنس " . ورجال هذا الإسناد كلهم بصريون , وكذا الذي بعده .
قوله : ( أشراط الساعة )
أي : علاماتها كما تقدم في الإيمان , وتقدم أن منها ما يكون من قبيل المعتاد , ومنها ما يكون خارقا للعادة .
قوله : ( أن يرفع العلم )
هو في محل نصب لأنه اسم إن , وسقطت " إن " من رواية النسائي حيث أخرجه عن عمران شيخ البخاري فيه , فعلى روايته يكون مرفوع المحل . والمراد برفعه موت حملته كما تقدم .
قوله : ( ويثبت )
هو بفتح أوله وسكون المثلثة وضم الموحدة وفتح المثناة , وفي رواية مسلم : " ويبث " بضم أوله وفتح الموحدة بعدها مثلثة أي ينتشر . وغفل الكرماني فعزاها للبخاري , وإنما حكاها النووي في الشرح لمسلم , قال الكرماني : وفي رواية " وينبت " بالنون بدل المثلثة من النبات , وحكى ابن رجب عن بعضهم : " وينث " بنون ومثلثة من النث وهو الإشاعة . قلت : وليست هذه في شيء من الصحيحين .
قوله : ( ويشرب الخمر )
هو بضم المثناة أوله وفتح الموحدة على العطف , والمراد كثرة ذلك واشتهاره . وعند المصنف في النكاح من طريق هشام عن قتادة : " ويكثر شرب الخمر " فالعلامة مجموع ما ذكر .
قوله : ( ويظهر الزنا )
أي : يفشو كما في رواية مسلم .
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله : ( حدثنا عبد الله بن مسلمة )
هو القعنبي أحد رواة الموطأ , نسب إلى جده قعنب , وهو بصري أقام بالمدينة مدة .
قوله : ( عن أبيه )
هو عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي صعصعة , فسقط الحارث من الرواية , واسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف الأنصاري ثم المازني , هلك في الجاهلية , وشهد ابنه الحارث أحدا , واستشهد باليمامة .
قوله : ( عن أبي سعيد )
اسمه سعد على الصحيح - وقيل سنان - ابن مالك بن سنان , استشهد أبوه بأحد , وكان هو من المكثرين . وهذا الإسناد كله مدنيون , وهو من أفراد البخاري عن مسلم . نعم أخرج مسلم في الجهاد - وهو عند المصنف أيضا من وجه آخر - عن أبي سعيد حديث الأعرابي الذي سأل : أي الناس خير ؟ قال : مؤمن مجاهد في سبيل الله بنفسه وماله . قال : ثم من ؟ قال : مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره . وليس فيه ذكر الفتن . وهي زيادة من حافظ فيقيد بها المطلق . ولها شاهد من حديث أبي هريرة عند الحاكم , ومن حديث أم مالك البهزية عند الترمذي , ويؤيده ما ورد من النهي عن سكنى البوادي والسياحة والعزلة , وسيأتي مزيد لذلك في كتاب الفتن .
قوله : ( يوشك )
بكسر الشين المعجمة أي : يقرب .
قوله : ( خير )
بالنصب على الخبر , وغنم الاسم , وللأصيلي برفع خير ونصب غنما على الخبرية , ويجوز رفعهما على الابتداء والخبر يقدر في يكون ضمير الشأن قاله ابن مالك , لكن لم تجئ به الرواية .
قوله : ( يتبع )
بتشديد التاء ويجوز إسكانها , " وشعف " بفتح المعجمة والعين المهملة جمع شعفة كأكم وأكمة وهي رءوس الجبال .
قوله : ( ومواقع القطر )
بالنصب عطفا على شعف , أي : بطون الأودية , وخصهما بالذكر لأنهما مظان المرعى .
قوله : ( يفر بدينه )
أي : بسبب دينه . و " من " ابتدائية , قال الشيخ النووي : في الاستدلال بهذا الحديث للترجمة نظر ; لأنه لا يلزم من لفظ الحديث عد الفرار دينا , وإنما هو صيانة للدين . قال : فلعله لما رآه صيانة للدين أطلق عليه اسم الدين . وقال غيره : إن أريد بمن كونها جنسية أو تبعيضية فالنظر متجه , وإن أريد كونها ابتدائية أي : الفرار من الفتنة منشؤه الدين فلا يتجه النظر . وهذا الحديث قد ساقه المصنف أيضا في كتاب الفتن , وهو أليق المواضع به , والكلام عليه يستوفى هناك إن شاء الله تعالى .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى