العقاب
 السنة النبوية المطهرة(احاديث وشرحها) 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا  السنة النبوية المطهرة(احاديث وشرحها) 829894
ادارة المنتدي  السنة النبوية المطهرة(احاديث وشرحها) 103798


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

العقاب
 السنة النبوية المطهرة(احاديث وشرحها) 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا  السنة النبوية المطهرة(احاديث وشرحها) 829894
ادارة المنتدي  السنة النبوية المطهرة(احاديث وشرحها) 103798
العقاب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السنة النبوية المطهرة(احاديث وشرحها)

اذهب الى الأسفل

جديد السنة النبوية المطهرة(احاديث وشرحها)

مُساهمة من طرف shihab الخميس أغسطس 26 2010, 19:59

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نحن نعلم جميعاً مدى أهمية السنة النبوية المطهرة فهي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي قال تعالى ( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين )


وقال صلوات الله عليه وتسليمه ( تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض )

أخرجه الحاكم في المستدرك

عن أي هريرة رضي الله عنه

نظرا لأهمية الأحاديث النبوية المطهرة في حياة وسلوك المسلمين لأنها تضع أقدامهم على طريق الله المستقيم وأيديهم على الدواء الناجح من كل أداء

أردت أن يكون موضوعي هذا عرضاً للأحاديث النبوية مع شرح موجز لها

الحديث وتفسيره

ونبدأ على بركة الله


لكى تسعد فى حياتك فعليك
(بحب الله)
إنه مفتاح السعادة دنيا وآخرة
قل دائما
(اللهم املأ قلبى بحبك وزدنى من هذا الحب العظيم )


عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان)



المعنى العام والشرح
الإيمان كالشجرة


الشجرة تطلق على الجذر والساق وأيضاً الأغصان والأوراق والأزهار والثمار


فكذلك الإيمان يطلق على التصديق بالقلب وعليه من الأعمال الصالحة
وإذا كانت الشجرة لاتؤتي أكلها ولا يكمل نفعها إلا بما حمل جذرها وساقها فإن الإيمان كذلك لايكون منجياً من النار إلا بما استلزمه من صالح الأعمال


وإذا كانت الشجرة تتشعب شعباً مختلفة بعضها أغلظ من بعض وبعضها أساس لغيره
فإن الإيمان كذلك يعتمد على شهادة ان لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ثم تتدرج أوامرة ومطالبه من الأهم إلى المهم ومن المهم إلى ماهو دونه حتى ينتهي بإزاحة الشوكة من طريق المسلمين


الحياء الشرعي


والحياء شعبة من شعب الإيمان البالغة بضعاً وستين أو بضعاً وسبعين بل هو أهم خصال الإيمان لأنه يحمل معنى انقباض النفس عن إتيان الفعل القبيح فهو الباعث والداعي لكثير من صفات الخير وهو المانع والحاجز عن كثير من مزالق الشر والفساد


والحياء الشرعي الذي لا يأتي إلا بخير درجات أعلاها أن يستحي المتقلب في نعم الله أن يستعين بها على معصيته وفيه يقول صلى الله عليه وسلم لأصحابه " استحيوا من الله حق الحياء " قالوا : إنا نستحي والحمدلله فقال ليس ذلك وإنما الإستحياء من الله تعالى حق الحياء أن تحفظ الرأس وماحوى والبطن وما وعى وتذكر الموت والبلى
فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء"

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهي الله عنه )



المعنى العام والشرح


المسلم الحق هو الذي يسلم الناس من لسانه ويده وبقية جوارحه
هو الذي يمسك لسانه عن طعن الناس ويحفظ مابين فكيه عن الإساءة للمسلمين وهو الذي يمسك يده وبقية أعضاء جسمه ويحبس شرورها وأذاها فلا يمد يده لحق الغير ولاتمشي رجله للإضرار بأحد


فالمقصود باليد هنا هو عموم بقية الأعضاء كما يراد بهِ اليد المعنوية أيضاً كالإستيلاء على حق الغير بغير حق
فالمراد من سلم المسلمون من شره مطلقاً
حتى القلب منهي عن الحسد والحقد والبغض
وإضمار الشر ونحو ذلك


والمقصود بالمسلم هنا هم عموم الرجال والنساء أيضاً


وقد خص الحديث الشريف المسلمون بالذكر لأن المألوف هو محافظة المسلم على كف الأذى عن أخيه المسلم ولأن الكفار بصدد أن يقاتلوا وإن كان فيهم من يحب الكف عنه وغالب ما يخالطهم المسلم عادة هم المسلمون مثله فنبه على التحرز من إذايتهم


وخص اللسان واليد بالذكر من بين سائر الجوارح لأن اللسان هو المعبر عما في النفس واليد هي التي يبطش بها والقطع والوصل والأخذ والمنع والإعطاء


وقدم اللسان على اليد لأن إيذاءه اللسان أكثر وقوعاً من إيذاء اليد وأسهل مباشرة وأشد نكاية منها
بالإضافة إلى ان إيذاء اللسان يعم ويلحق عدداً أكثر ممايلحقه إيذاء اليد فقد يؤذي البعيد والقريب والحاضر والغائب والميت والحي وأسرة او قبيلة أو دولة بلفظ واحد بخلاف اليد


ولا يدخل في إيذاء المسلم إقامة الحدود عليه إذ هي إصلاح لا إيذاء


ومن لم يسلم المسلمون من أذاه لايكون مسلماً كامل الإسلام وإن كان مسلماً في الجملة

والمهاجر الحق هو الذي يهجر المعاصي ويبتعد عنها ولايقترفها بل لا يحوم حولها حتى لايقع فيها

عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لايحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار )

المعنى العام والشرح

(ضرب الله مثلاُ كلمةً طيبةً كشجرةِ طيبةِ أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين بإذن ربها)
تلك الكلمة هي كلمة التوحيد والإخلاص فإذا غرست في القلب ونمت وترعرعت بإمتثال الأوامر وإجتناب النواهي آتت أكلها وأثمرت حباً لله ويزداد ويرتقي صاحبه بالإستغراق في الفرائض والنوافل حتى يغطي حب الله ورسوله كل المشاعر وحتى يكون الله ورسوله أحب إليه من ولده ووالده وماله ونفسه
وتبرز أثار هذا الحب في إمتثال أمر الله والتلذذ بالعبادة والتكاليف والرضا بقضائه وقدره بل يتلقى المحنة بنفس راضية مطمئنة
فالمحب يرضى بل يحب كل أفعال المحبوب ويحرص على أن لا يخالفه أو يغضبه ويتفرع عن هذا الحب حب من يحبه الله ورسوله من أجل حب الله ورسوله وحب الصالحين ومجالستهم والإقتداء بهم وتتبع سيرتهم والميل إليهم لأنهم صالحون وحبهم من حب الله ولله وفي الله

ويتفرع عن هذا الحب بغض ما يبغضه الله ورسوله وبغض الكفاروالفسقة والعاصين
وينتج عن هذا الحب وذلك البغض بغض المؤمن أن يعود إلى ذلك الظلام ظلام الكفر بعد أنقذه الله منه وأخرجه إلى النور

من بلغ هذه الدرجة من الحب
بلغ قمة الإيمان وتمتع بحلاوته فحلاوة الإيمان موجودة في المؤمن بوجود الإيمان لكنه لايحسها ولا يستلذها إلا من كانت عنده هذه الخصال الثلاث
وسما بسموه ونوره وهدايته وكانت له الجنات العلى مع النبين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا

عن المعرور بن سويد قال : لقيت أبا ذر بالربذةِ وعليهِ حُلة وعلى غلامهِ حُلة فسألتهُ عن ذلك فقال إني ساببتُ رجلاً فعيرتهُ بأمهِ فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم ( يا أبا ذر أعيرتهُ بأمهِ ؟ إنك امرؤٌ فيك جاهليةٌ إخوانكم خولكم جعلهم اللهُ تحت أيديكم فمن كان أخوهُ تحت يدهِ فليطعمهُ مما يأكل وليلبسهُ مما يلبس ولا تُكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم )


المعنى العام والشرح


كان ابو ذر يسوى بين نفسه وبين خادمه في الملبس والمأكل فلما رآه بعض الصحابة وقد قسم الحلةالواحدة نصفين لبس نصفها وألبس عبده نصفها
سألوه : لمَ لم تجمع بين النصفين لتلبس حلة كاملة؟
(والظاهر أنها كانت رداء مكون من قطعتين من نوع واحد وأنها كانت لأبي ذر )
فأجاب بقوله : تشاتمت مع رجل وكانت أمه اعجمية فنلت منها فعيرته بسوادها ( وفي رواية فعيرته بسواد أمه ورواية أخرى قلت له يا ابن السوداء)
فشكا الرجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فوبخني بأن ما فعلته من خصال الجاهلية الذميمة وأفهمني أن العبيد لم يخرجوا عن كونهم إخواناً في الإنسانية ولئن رفع الله بعض الناس على بعض
فقد أوجب على الأسياد حسن معاملة العبيد والضعفاء في المأكل والمشرب والملبس بل وفي أسلوب الخطاب
ونهى عن تكليفهم بما يفوق طاقاتهم


ومصطلح الربذة بفتح الراء الوارد بالحديث موضع بالبادية بينه وبين المدينة نحو ثلاثين ميلاً من جهة العراق
والظاهر من السب أنه وقع من ابي ذر قبل أن يعرف بتحريمه والأحرى أن يقال : انه استغضب فغضب فأخطأ فندم فقد روى انه القى بخده على الأرض وقال لا أرفعه حتى يطأه بلال بقدمه


وأخيراً ماأجل هذا التشريع الحكيم وما أسمى سماحة الإسلام إنه دين المودة والمحبة والألفة بين الناس

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر )

المعنى العام والشرح
هناك أربع من خصال السوء لا تليق بالمسلم الذي يطبق ظاهره باطنه
وهم أربع يتمثلون في آفة اللسان وآفة النية وآفة الجوارح
وهم أربع من إجتمعت فيه كان منافقا خالصا تكامل نفاقه ومن كانت فيه خصلة منهما كان فيه ربع النفاق حتى يتركها فإن تركها غلى غير رجعة وتجنب العودةإليها تطهر من النفاق
والنفاق لغة هو مخالفة الظاهر للباطن وشرعاً إن كانت المخالفة في إعتقاد الإيمان فهو نفاق الكفر وهو المقصود عند الإطلاق في القرآن الكريم وإن كانت المخالفة في أمور الشرع الأخرى فهو نفاق العمل وهو المراد في الحديث الشريف
ويقع في القول والفعل والترك وتتفاوت مراتبه
والخصلة بفتح الخاء تطلق على الفضيلة والرزيلة والمراد هنا الرزيلة

الخيانة في الأمانة
أى إذا ائتمنه أى أحد على أى شئ من مال أو عرض أو سر خان الامانة وتصرف فيها على خلاف الشرع
وهي حرام بإتفاق سواء كانت بين العبد وربه أو بين الناس بعضهم بعضاً

الكذب في الحديث
إذا كثر وأصبح عادة وشأناً في أغلب ما يخبر به
والكذب في الحديث الذي هو من علامات النفاق هو الكذب المتعمد الذي يترتب عليه ضرر أما المبالغة في الوصف أو في الأخبار الماضية مما يخالف الواقع ولايترتب عليه ضرر فهو وإن كان كذباً ينبغي الحذر منه إلا أنه لايكون نفاقاً

الغدر في العهود
والإخلال بالمواثيق والنكث بعد إعطاء الأمان وعدم الوفاء بالعقود
قيقال : عاهده إذا أعطاه الأمان والموثق ويقال : غدره وغدر بهِ إذا خانه ولم يفِ له بما إلتزم به
وهو قبيح مذموم عند كل أمة وهو حرام بإتفاق سواء كان في حق المسلم أم الذمي وقد أمر الله المسلمين الوفاء بعهدهم للمشركين فقال ( إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئاً ولم يظاهروا عليكم أحداً فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين )
الخلف في المواعيد
وتبييت هذا الخلف والعزم على عدم الحفاظ عليها والتهاون فيها وتعمد الإخلال بها
ويجب التنبيه على دور النية هنا فلو كان عازما على الوفاء ثم عرض له مانع أو بدا له رأي فليس من النفاق
ولاشك أن المراد بالوعد المطلوب الوفاء بهِ هو الوعد بالخير أما الوعد بالشر فيستحب إخلافه بل قد يجب إخلافه
الفجور عند المخاصمة
وهي خاتمة السوء وقبيحته والخروج عن حدود الشرع والآدب عند الإختلاف ببذاءة في اللسان وخبث في الطوية ومبالغة وإسراف في الكيد والنكاية والإيذاء فالفجور هو الميل عن الحق والإتجاه نحو المعصية والخروج عن الحدود الشرعية
والمخاصمة على ثلاثة أحوال
مخاصمة للوصول إلى حق :- والواجب تركها حيث أمكن الوصول إلى الحق بغيرها لانها تشوش الخاطر وتوغر الصدر وفيها تفويت لطيب الكلام ولين الخلق
ومخاصمة للوصول إلى غير حق ( حق الغير) :- وهي المقصودة في الحديث
ومخاصمة بغير علم:- مذمومة لما فيها من الأضرار الكثيرة

عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم حدثوني ماهي ؟ قال فوقع الناس في شجر البوادي قال عبد الله فوقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت ثم قالوا حدثنا ماهي يارسول الله قال هي النخلة

المعنى العام والشرح

جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عشرة من أصحابه فيهم أبو بكر وعمر وأبو هريرة وأنس بن مالك وعبد الله بن عمر فأتى صلى الله عليه وسلم بجمار نخل فشرع يأكل تالياً قوله تعالى (ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ) ثم نظر في أصحابه
فقال : إن من الشجر شجرة لايسقط ورقها طول العام ولاينعدم ظلها ولايبطل نفعها ولاينقطع من البيوت على مر الأيام ثمرها وإنها مثل المسلم ثابت الدين يصدر منه من العلوم والخير قوت مستطاب للأرواح ينتفع بعلمه وصلاحه وأثاره حياً وميتاً فنبئوني ماهي هذه الشجرة ؟
راح كل واحد من الحاضرين يفكر فيما يصدق عليه الاوصاف من الشجر وأخذوا يقولون : شجرة كذا فيقال : لا شجرةكذا فيقال : لا
وعددوا من شجر البوادي ماعددوا فلما عجزوا
قالوا : أخبرنا يارسول الله ماهي الشجرة ؟
قال : هي النخلة
فلما انصرفوا
قال عبد الله بن عمر لأبيه لقد عرفتها والله يا أبتِ حينما سألكم رسول الله صلوات الله عليه وتسليمه عرفت أنها النخلة فقد كنت ألاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم يأكل جمارها وهو يسأل
قال عمر لإبنه : وما منعك ياعبد الله من أن تجيب
قال : يا أبتِ نظرت إليكم فإذا عاشر عشرة أنا أصغركم استحييت منك ومن أبي بكر وأبي هريرة وأنس وكبار الصحابة رأيت من الأدب أن لا أجيب أمامكم على سؤال عجزتم عن جوابه
قال عمر : لأن كنت أجبت كان أحب إليّ من حمر النعم كنت سأكون سعيداً بجوابك حين عجز القوم أكثر من سعادتي بأعظم الاموال وأنفسها وأغلاها

عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحدٌ قال فوقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما أحدهما فرأى فُرجة في الحلقة فجلس فيها وأما الآخر فجلس خلفهم وأما الثالث فأدبر ذاهباً فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ألا أخبركم عن النفر الثلاثة أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه واما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه )

المعنى العام والشرح

كان المسجد النبوي بالمدينة المدرسة الاولى في الإسلام وكان صلى الله عليه وسلم يجلس فيه في أوقات الفراغ يجتمع مع أصحابه يقرأ عليهم ما ينزل من القرآن ويعلمهم أمور دينهم ويتخولهم بين الحين والحين بالموعظة والرقاق والآداب وكان المسجد مطروقاً بين طريقين وجزؤه غير المسقوف يصل بين جهتين بدون أبواب فكان بعض الناس يمر به إذا انتقل من الجهة إلى الأخرى وبينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس يعظ الناس ويعلمهم دخل ثلاثة من الرجال دخلوا يمرون في طريقهم إلى الجهة الاخرى وكان إقبالهم من باب المسجد مارين بمجلس الرسول الكريم صلوات الله عليه وتسليمه وكان للمسجد بابان متقابلان يمر به المارة ويطرقونه كالشارع
فلما وصلوا عند الحلقة
( والحلقة بإسكان اللام وفتحها هو كل شئ مستدير خالي الوسط )
رغب أحدهم في الجلوس فوجد في الحلقة مكاناً خالياً يكفيه فجلس فيه وتردد الثاني في الجلوس فكان له مصلحة خارج ليقضيها فتحيّر أيذهب إليها ويستمر في سيره ؟ أم يجلس كما جلس صاحبه ؟ وبعد خطوات بَعُدَ بها عن الحلقة استحيا من نفسه واستحيا أن يعاب من صاحبه ومن الصحابة الجالسين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاد فجلس خلف الحلقة حيث لم يجد فرجة كما وجد الأول
( والفُرجة بضم الفاء وفتحها هي الخلاء بين الشيئين )
أما الثالث فلم يتردد في الإنصراف إلى مصلحته والإعراض عن مجلس رسول الله صلوات الله عليه وتسليمه ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النفر الثلاثة ورآهم الجالسون في الحلقة وثارت في نفوسهم تساؤلات عن حكم الشريعة فيهم فلما إنتهى صلى الله عليه وسلم من عظته قال : أخبركم عن النفر الثلاثة الذين رأيتموهم ؟
أما الأول
فقد لجأ إلى الله وإلى العلم فاحتضنه الله برعايته ورضوانه
وأماالثاني
فقد غلبه الحياء فنال رحمة الله وعفوه
وأما الثالث
فاستغنى فاستغنى الله عنه ومن يستغن الله عنه فقد حرم الخير كله وكان من المغضوب عليهم والآثمين المطرودين

عن أبي شهاب قال قال حميد بن عبد الرحمن سَمِعتُ معاوية خطيباً يقول سَمِعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( من يُرد الله بهِ خيراً يُفَقههُ في الدين وإنما أنا قاسم والله يُعطي ولن تزال هذه الأُمةُ قائمة على أمر الله لا يَضُرهُم مَن خَالفَهُم حتى يَأتي أمرُ الله )

المعنى العام والشرح

بينما كان صلى الله عليه وسلم يوزع الصدقات والأعطيات على مستحقيها إعترض أحدهم على القسمة
فقال : أعدل يا رسول الله
قال الرسول صلوات الله عليه وتسليمه : ويحك؟ من يعدل إذا لم أعدل ؟
تفقه ياهذا في دينك وتعلم قواعد شريعتك وتفهّم أحكام الإسلام والرضا بما حكم نبيه ومن لم يتفقه في الدين حُرم الخير ولم يبال الله به
وإن مِن فقه الدين أن تعلم ياهذا أن الله هو المعطي هو مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير إنه على كل شئ قدير وإن من الدين أن تعلم ياهذا أنني ما أنا إلا قاسم وموزع ومناول وما أنا إلا أداة منفذة لإرادة الله وإرادة الله فوق كل شئ وهو الذي يعطي
تعلم ياهذا فقه الدين واسلك طريق من أراد اللهم بهم خيراً فهم قناديل منيرة في كل عصر يبقون على الحق ما بقي الزمان لا يطفئهم أعداء الله ولا يضرهم العتاة حتى يأتي أمر الله وتقوم الساعة
والمقصود ب (قائمة على أمر الله)أي على دين الله وفقهه
والمقصود ب (لا يضرهم من خالفهم )أي لا يثنيهم وعد أو وعيد عن قيامهم على دين
الله وجهرهم بالحق وصلابتهم فيه



والمقصود ب (حتى يأتي أمر الله) أي قيام الساعة أي إلى نهاية الدنيا وبعدها يكون الحكم لله وحده والأمر لله وحده ولا تكليف
فاللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب

عن عَبّادِ بن تَميم عن عمهِ أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرّجُلُ الذي يُخَيّلُ إليهِ أن يجدُ الشئَ في الصلاة فقال ( لا يَنفَتِل أو لا يَنصَرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً )


المعنى العام والشرح


سبحان من خلق الإنسان وفي طبعه الشك والنسيان ثم سلط عليه الشيطان الوسواس الخناس ليأتيه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ليوسوس له ويشككه في عبادته ويخرجه من الإقبال على ربه سبحانه جل شأنه يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير حفف عن الإنسان ورفع عنه الحرج والضيق أمام الشك والوسواس رسم له قاعدة استصحاب الأصل وطرح الشك وإبقاء ما كان على ما كان وتكفل - جل شأنه- أن يعفو عن الخطأ ويتقبل العمل وإن وقع على خلاف الأصل رحمة منه وفضلا
فالمصلي الذي يُخيّل إليه أنه احدث وهو في الصلاة ويُخيّل إليه أنه خرج منه الريح المبطل للوضوء المبطل للصلاة
لا ينبغي أن يخرج من الصلاة ولا أن يعتقد بطلانها بل عليه أن يستصحب الأصل أي الطهارة التي دخل بها في الصلاة وأن يطرح الشك الذي طرأ عليه وأن لا ينصرف حتى يتيقن الحدث يقيناً لا يمازجه شك يقيناً ناشئاً عن الحواس الموجبة للعلم يقيناً صادراً عن السمع أو الشم لا ينصرف حتى يسمع بأذنه صوت الريح أو يشم بأنفه ريح الحدث
بهذا الطريق الشرعي الذي رسمه الإسلام يسد المسلم على الشيطان أبواب إغوائه ويدفع عن نفسه أخطار الشك والتردد

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ثم لينثر ومن استجمر فليوتر وإذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يدخلها في وضوئه فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده)

المعني العام والشرح

أعلى درجات النظافة وأسمى مراتب الطهارة أن تطلب من النظيف أن يزداد نظافة وان نكلف احتياطاً برفع ما يتوهم من وسخ وأن نطلب المبالغة في غسل ما لايهتم بغسله كجيوب الأنف والمبالغة في إستبراء النجاسة ولو مع تحقق إزالتها هذا ما يرمي إليه الحديث الشريف فهو يأمر أن يدخل المتوضئ الماء في أنفه وخياشيمه ثم يدفعه من الأنف إلى الخارج ليخرج مع الماء ما يحتمل وجوده في منحنيات الأنف ويأمر المستجمر بالأحجار المنقى بها بقايا البول أو الغائط أن يجعل الحجارة وتراً فإن نقى المكان بحجرين زاد ثالثا وإن نقى بأربعة زاد خامسا وإن نقى بستة زاد سابعاً وهكذا
ويأمر المسلم إذا إستيقظ من نومه أن لا يدخل يده في ماء في إناء أو في إناء فيه سائل حتى يغسلها ثلاث مرات قل نومه أو كثر فخر فراشه أو حقر غسل يده قبل أن ينام أو لم يغسلها
فإنه لا يدري إلى أين تحركت يده أثناء نومه وإلى أي المستقذرات تعرضت قد تكون إحتكت بمناعم الجسم بين الفخذين أو تحت الإبط فعلق بها عرق خبيث أو ريح كريه وقد تكون قد دلكت مداخل الانف وإفرازاته أو إفرازات العين فأصابها ما لو وضع في سائل آذاه
ومبدأ الإسلام النظافة والحرص على نقاء اليد وطهارة السائل وصلاحيته للشرب دون تقزز أو إشمئزاز
(فليجعل انفه في الماء ثم لينثر) : الإستنثار هو إخراج الماء من الأنف بعد الإستنشاق مع إخراج مافي الأنف من مخاط وشبهه بقوة الدفع إلى الخارج
(ومن استجمر فليوتر) الإستجمار هو مسح البول أو الغائط بالجمار وهي الأحجار الصغار ومنه رمي الجمار في الحج
عَن أبي هُريرة رضي الله عنه قال : قامَ أَعرَابِيُّ فَبَالَ في المَسجِدِ فَتَنَاوَلَهُ النَّاسُ فَقَالَ لَهُم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ( دَعُوهُ وَهَرِيقُوا عَلَى بَولِهِ سَجلامِن مَاءٍ أَو ذَنُوبًا مِن مَاءٍ فَإِنَّمَا بُعِثتُم مُيَسِّرِينَ وَلَم تُبعَثُوا مُعَسِّرِينَ)

المعني العام والشرح
انتشر الإسلام في البدو والحضر وسطع نوره في طرق المدينة وشعاب الصحاري وغزا شغاف القلوب الهينة اللينة والقلوب القاسية الجافة
كان الأعراب خلف أغنامهم يسمعون بهِ فيؤمنون ثم ينتهزون فرصة قربهم من المدينة فينزلون إليها ويقصدون مسجدها لينعموا برؤية رسول الله صلوات الله عليه وتسليمه ومشافهته
ومن هؤلاء الأعراب الجفاة ذو الخويصرة اليماني دخل المسجد النبوي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه فسلم ثم صلى ثم قال بصوت جهوري : اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : لقد حجرت واسعاً بل قل : اللهم ارحمني ومحمداً والمسلمين
ثم قام ذو الخويصرة فانتحى ناحية من المسجد وفي زاوية من زواياه وقف يبول ورآه الصحابة فثارت ثائرتهم وصاحوا : مه. مه. اكفف. اكفف. به. به. توقف. توقف ، وثاروا عليه واتجهوا نحوه يزجرونه ويردعونه فناداهم رسول الرحمة قائلاً: تعالوا دعوه دعوه لا تقطعوا عليه بوله دعوه فليكمل إنه جاهل بالحكم إنه لايقصد إساءة للمسجد إنه يظن أن المكان الذي هو فيه كبقية أماكن الصحراء إنه يظن أنه متى بعد عن الناس تبول كيف شاء قدروا ظروف الرجل فقد بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين يسروا ولا تعسروا وتحملوا أخف الضررين تنجس المكان وانتهى الأمر وقطعكم لبوله سيحدث بهِ ضرراً وسيلوث بدنه وثوبه وأماكن أخرى من المسجد
قالوا: فما العمل يارسول الله ؟
فقال ائتوني بدلو كبير مملوء ماء فجاءوا به فقال : صبوه على مكان بوله شيئاً فشيئاً تطهر الأرض
ثم دعا الرجل وبغاية الرفق ومنتهى اللين قال له : إن هذه المساجد لا يليق بها البول والقذر فقد خصصت لذكر الله والصلاة
قال:أحسنت يارسول الله،وجزاك الله خيراً بأبي أنت وأمي،لن أعود لمثله
والمقصود ب ( هريقوا) أي صبوا على مكان بوله
والسجل بفتح السين وسكون الجيم هو الدلو العظيمة والذنوب بفتح الذال وضم النون هو الدلو المملوءة ماء ولا يقال على الدلو الفارغة ذنوب
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لَقِيَهُ في بَعضِ طريق المدينة وهو جُنُبٌ ( قال فَانخَنَستُ مِنهُ ) فذهب فاغتسل ثم جاء فقال ( أين كُنتَ يا أبا هُرَيرَةَ ؟) قال كُنتُ جُنُبًا فَكَرِهتُ أن أُجَالِسَكَ وأنا عَلَى غَيرِ طَهَارةٍ فَقَالَ ( سُبحانَ اللهِ إِنَّ المُسلِمَ لا يَنجُسُ )


المعنى العام والشرح
كان من عادة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقى بصحابي أن يمسح عليه وأن يربت عليهِ بيده وأن يصاحبه فيجالسه تلطفاً وتأنيساً وتكرماً وتودداً وفي يوم من الأيام وفي بعض طرق المدينة وجد أبو هريرة نفسه مقابلاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق واحد وكان جُنُبًا فكره أن يتمسح به رسول الله صلوات الله عليه وتسليمه ويجالسه وهو في هذه الحالة غير المستحبة فاستخفى وتسلل إلى طريق آخر وذهب إلى بيته فاغتسل وعاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن لم يحدث منه شئ
كان صلى الله عليه وسلم قد رآه ينخنس ويتسلل ويتوارى في خفاء
فسأله : ماذا بك يا أبا هريرة؟ أين كنت ؟ وأين ذهبت ؟ وماذا فعلت ؟
قال : يارسول الله لقيتني وأنا جُنُب فكرهت أن أُجالسك حتى أغتسل
وكان أدباً حسناً من أبي هريرة أن يفعل ذلك إحتراماً وتقديساً للنبي صلوات الله عليه وتسليمه وما كان يستحق على ذلك لوماً أو تعجباً لولا أن النبي صلى الله عليه وسلم خشى أن يعتقد أبو هريرة نجاسة الجُنُب وأنه لا يصح له أن يجالس النبي صلى الله عليه وسلم فقال : سبحان الله عجباً لك يا أبا هريرة إن المؤمن لا ينجس حياً ولا ميتاً
ومعنى (فانخنست منه) أى فمضيت عنه مستخفيا
(سبحان الله) المقصود بها التعجب أى : كيف يخفى عليك مثل هذا الظاهر؟
عن عائشة رضي الله عنها ( أنَّ امرأةً سألت النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن غُسلِهَا مِن المَحيضِ فَأَمَرَهَا كيفَ تَغتَسِلُ ؟قَالَ:خُذي فِرصَةً مِن مَسكٍ فَتَطَهَّري بِهَا قالت:كيف أَتَطَهَّرُ بِهَا ؟ قال تَطَهَّري بِهَا قالت : كيف؟
قَالَ سُبحَانَ اللهِ ! تَطَهَّرِي فَاجتَبَذتُهَا إليَّ فقُلتُ تَتَبَّعِي بِهَا أَثَرَ الدَّمِ)

المعنى العام والشرح
شجع الإسلام المرأة أن تخرج إلى المسجد وأن تسعى لطلب العلم وطلب من الرجال أن يأذنوا لنسائهم في الخروج للتمكن من أداء رسالتها وفهم أمور دينها ودخلت المرأة ميدان الثقافة وتحولت عن ميدان الجهالة
تلك أسماء بنت شكل الأنصارية التي لم يمنعها الحياء الذي جبلت عليه المرأة من أن تسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أخص شئونها وعما تستحي منه قريناتها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام زوجه عائشة رضي الله عنها فقالت : يارسول الله كيف أغتسل من حيضي ؟ كيف أتطهر ؟ إن الغسل من الجنابة ومن الحيض كان معلوماً غير مجهول لأسماء حتى تسأل عن كيفيته ولكنها كانت مؤدبة مهذبة في سؤالها إنها قصدت ما وراء الغسل من نقاوة لمكان الحيض وفهم الرسول الفطن صلى الله عليه وسلم لكنه كان أكثر منها أدباً فأجاب عن الشئ ثم أتبعه مستلزماته المقصودة قال : تأخذ إحداكن مكان غسلها ومواد نظافتها فتغسل مواد النجاسة ثم تتوضأ وضوء الصلاة ثم تصب على رأسها الماء وتدلكه وتدخل أصابعها في أصول شعرها ثم تصب الماء على جسدها ثم تأخذ قطعة من قطن أو صوف وتضع عليها شيئاً من المسك أو الطيب فتتطهر بها ولما كان التطهر في فهم أسماء عبارة عن الوضوء والغسل تعجبت : كيف تتطهر بقطعة القطن الممسكة لكن حياءه صلى الله عليه وسلم جعله يقول سبحان الله كيف لاتفهمين بالإشارة ؟ تطهري بها وغطى وجهه بيديه وفهمت عائشة مقصده وحياءه فجذبت أسماء بعيداً وأسرت إليها في أذنها بمنتهى الأدب و طهارة اللفظ قالت: تتبعي بها أثر الدم وامسحي بها المكان الذي خرج منه الدم وفهمت أسماء وقالت عائشة: نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء من أن يتفقهن في الدين
ومعني ( فاجتبذتها ) أي إجتذبتها
shihab
shihab
نائب المدير
نائب المدير

 السنة النبوية المطهرة(احاديث وشرحها) 3dflag11
عدد المساهمات : 332
نقاط : 7769
تاريخ التسجيل : 17/12/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى